الدافعية هي تلك الرغبة الجامحة التي تجتاحنا بحماسة عالية لنحقق أهدافنا وكلما تسامت الأهداف زاد شحذ الدافعية للهمم وغذت نارها فزادتها اشتعالا؛ فتصغر الصعاب وتتضاءل المعوقات وتعظم همة الصبر ويستلذ الألم ويسود الرضا وإن تعب الجسد وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام فإذا عرف علماء النفس الدافعية بتعريفات شتى منها (حالة داخلية جسمية ونفسية تدفع الفرد نحو سلوك في ظروف معينة وتوجهه نحو إشباع حاجة أو هدف محدد) وأنها (القوة التي تحرك وتثير الشخص لكي يعمل) حيث تشكل قوى محركة ومنشطة في آن؛ رأينا كيف تلعب الدوافع دورا خطيرا في حياتنا محددة شكل السلوك ونتاج النشاط الممارس سواء سلبا أو إيجابا سويا أو العكس؛ مما يجعلنا نتلمس أهميتها الملخصة في زيادة معرفتنا بأنفسنا وبمن حولنا والتصرف حسب مقتضى الحال، التمكن من تفسير سلوكيات الآخرين إلى حد كبير وتفهم الأسباب الكامنة وراءها، مكانية التنبؤ بالسلوك إذا عرفنا الدوافع أكان سلوكا مطلوبا أو غير سوي؛ فنحفز السلوك الإيجابي ونقوم السلوك المعوج، العمل على تعزيز التحفيز للهمم الطامحة للمعالي والمطالب السامية، تقديم العلاج النفسي المناسب عطفا على تفسير أنماط السلوك الملاحظة للفرد، وإذا علمنا أن الدافعية قد تكون داخلية نابعة من الشخص ذاته لتحقيق هدفه والوصول إلى حالة الرضا أو خارجية مصدرها المجتمع المحيط سواء بتشجيعه ومكافأته أو عقابه وردعه وأدركنا العلاقة المتداخلة بين الحاجة والدافعية؛ حيث تشكل الحاجة بداية إثارة الدافعية والتحفيز إلى سلوك يشبع حاجة أو هدف؛ توصلنا إلى ضرورة العناية بالدوافع بالوسائل المتعددة كالثناء وتهيئة البيئة المناسبة المحفزة وعدم الضغط وتوافر الجو المريح وكذا اللجوء إلى الترهيب والوعيد في حال السلوك غير القويم المستنفذ معه العلاج بالنصح والتشجيع. وحصلنا على إجابة شافية للسؤال الأزلي لماذا لايحب فلذات الأكباد المدرسة ؟ ونفس الإجابة قد تشكل الحل لمعضلتهم. لطيفة إبراهيم الأحمدي مديرة مدارس الأجواد الأهلية (جدة)