تعاطي الكحول والمخدرات، تليها الأمراض النفسية، ثم سوء العلاقة بين الزوجين... هكذا تترتب أسباب العنف بأشكاله الثلاثة الجسدي والنفسي والجنسي، لكن عند البحث وراء المصطلحات الثلاثة التي تسمي الأنواع الثلاثة، ستتمدد الحكاية، وتطول الرواية، ليجد كثيرون أنهم يمارسون العنف، علموا أو لم يعلموا، بشكل من الأشكال وبدرجة من الدرجات. هناك حاجة لفهم العنف وتفسيره، وبحسب التحليل النفسي يعتبر سلوك الانتهاك والاستبداد والتسلط في شكل عام؛ هو الحافز الرئيسي لكل سلوك، وهو وسيلة لتحقيق الرغبات الأولية (الجنس، والشهرة، والقوة، والسلطة، والشرف وغيرها)، وتنمو هذه الرغبات لو ترك الإنسان من دون ضبط وإحباط عبر القانون والواقع، أو بالعوائق الخارجية وبالمثبطات الأخلاقية، والأعراف، فالمتسلط أساساً إنسان يستلذ بالسيطرة والعنف والضراوة، وقد يصور الانتهاك أنه لمصلحة الضحية. في الأعوام الأخيرة نشط حقوقيون لرصد وتجريم قضايا العنف الأسري، وهو ما تسبب في ظهور قصص مأساوية أمام الرأي العام، عبر وسائل الإعلام، وهو ما خلق رد فعل واسع ومستنكر لتلك الأفعال في المجتمع، خصوصاً عندما ظهرت «تفاصيل بشعة» في قضايا العنف الأسري، تسبب في وفاة كثير من الضحايا ومعظمهم نساء وأطفال. «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، رفع «الإعلام» أعلامه عن «المسكوت عنه»، معلناً أن حرباً على العنف ستبدأ، لكن السؤال من سينتصر؟