السعودية تدين اقتحام إسرائيليين باحات الأقصى.. ارتفاع قتلى غزة وتحذير من انهيار النظام الصحي    «سلمان للإغاثة» يدشّن المشروع الطبي التطوعي للأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في ولاية هاتاي بتركيا    وزارة الخارجية: المملكة تدين اقتحام مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى بحمايةٍ من قوات الاحتلال    الاتحاد السعودي لكرة الطاولة يطلق دوري المحترفين بنسخته الجديدة    ملحق تصفيات المونديال| الأخضر يتغلب على إندونيسيا بثلاثية    رسميًا| منتخب مصر يتأهل إلى مونديال 2026    معرض "الرياض تقرأ" يستعرض أحدث تقنيات تعليم العربية للناطقين بغيرها    300 ألف زائر في خمسة أيام لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025    ورشة في معرض "الرياض تقرأ" حول تقنيات الكتابة للأطفال    نائب أمير الشرقية يستعرض أعمال جمعية الثروة الحيوانية    الذهب يكسر الأرقام التاريخية بتجاوزه حاجز أربعة آلاف دولار    الأمم المتحدة تعلن أنها ستخفّض تعداد قوات حفظ السلام في العالم بنسبه 25%    ترمب: المحادثات ستصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة    مستقبل أكثر تمكيناً في القطاع المالي    انطلاق الاجتماع العام السنوي الأول لشبكة مينا-أرين بجدة    173.96 مليارا واردات السعودية في 90 يوما    موسم جدة يستعد لاستضافة بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا1    توخيل: كين يغيب عن مباراة إنجلترا الودية ضد ويلز    الاتحاد السعودي للتايكوندو يختتم الدورة التمهيدية لإعداد المدربين بالرياض    محافظ مرات يترأس اجتماع لجنة الدفاع المدني    الأمن مسؤولية مجتمعية تبدأ من الفرد    تعليم عسير يحتفي بيوم المعلم    1.4 مليار مستحقات مصروفة لمزارعي القمح المحلي    179 ترخيصا صناعيا خلال شهر    نوبل تحتفي بنا    نحاتون عالميون يجسّدون هيبة الصقر    «التواصل الحضاري».. ترسيخ قيم الوسطية والتعايش    رحل سعود العتيبي.. وبقيت سيرته المضيئة    أمير المدينة المنورة يستقبل وزير الحج والعمرة    «سعود الطبية» ومستشفى الملك سلمان تدخل «المنشآت الصديقة لكبار السن»    اختتام الدورة التمهيدية لإعداد المدربين بالاتحاد السعودي للتايكوندو    الأكاديمية المالية تطلق عدد من البرامج في مجال الأوراق المالية والمصرفية    استمرار المساعدات السعودية لسكان غزة    محافظ محايل يرأس اجتماع المجلس المحلي    الأهالي يعبّرون عن امتنانهم للأستاذ سعيد بن صالح القحطاني: كفيت ووفيت    محافظ الطائف يستقبل رئيس وأعضاء جمعية البر بوادي محرم    إدراج النسخة المحدثة من كتاب "حياتنا ذوق" و"دليل المعلم" ببوابة عين الإثرائية    محافظ محايل يكرِّم عدداً من الجهات الذين رسَّخوا قيم العمل الإنساني    أبو الكيمياء الشبكية.. عمر ياغي يسطر اسمه بالذهب في نادي جائزة نوبل    اعتماد القواعد التنفيذية للائحة الجزاءات عن المخالفات البلدية    الخوف والرعب من الزوج حتى بعد الانفصال.. جرح نفسي يحتاج إلى شجاعة للتعافي    وافق على تنظيم معهد أبحاث الصحة.. مجلس الوزراء: إنشاء فرع لجامعة نيو هيفن في الرياض    لإنقاذ فرنسا من المأزق السياسي.. لوكورنو يطلق محادثات «الفرصة الأخيرة»    النفط يواصل صعوده    مكارم الأخلاق.. جوهر الإنسانية المتألقة!    فاكهة استوائية تستدعي«مطافئ» ألمانيا    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يؤمن جهاز القسطرة القلبية المتنقل الأول على مستوى المملكة    الفائزون بجائزة نوبل للفيزياء    محاضرة تستعرض الروح الإبداعية لأوزبكستان    حقيقة حل الخلافات قبل النوم    وجه جديد لسرطان الدماغ    طريقة صينية تقي من السكر    «السفاري» تجربة تعليمية وتفاعلية في «الصقور»    الأخضر السعودي يختتم استعداده لمواجهة إندونيسيا ضمن ملحق تصفيات كأس العالم    نائب أمير جازان يقدّم التعازي لأسرة المجرشي في وفاة والدهم    خادم الحرمين يوجه بفتح «مسجد القبلتين» على مدار الساعة    حدثوا أبناءكم وذكروهم    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    









عكاظ من الجزائر تسأل رئيس الوزراء عن مستقبل بلاده
نشر في عكاظ يوم 21 - 04 - 2012

تشهد الجزائر حاليا تجاذبات سياسية ساخنة بين الأحزاب السياسية، والحركات الإسلامية، استعدادا للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 9 مايو المقبل، وفي إطار مناخ إقليمي تهيمن عليه تداعيات الربيع العربي، وسيطرة الأحزاب الإسلامية على الحكم في أكثر من بلد عربي، فقد شكلت الأحزاب السياسية الإسلامية في الجزائر ائتلافا حزبيا للفوز بالانتخابات، تحت مسمى الجزائر الخضراء.رئيس الوزراء الجزائري أويحيى الذي استقبل «عكاظ» في قصر الحكومة في العاصمة استبعد في حوار شامل حدوث ربيع عربي في الجزائر؛ رافضا اعتبار تحالف الجزائر الخضراء تحالفا إسلاميا، واعترض في الوقت نفسه، على تعبير إسلاميين، قائلا «نحن جميعا مسلمون، والدولة حامية الإسلام كما أننا دفعنا فاتورة جدا ثقيلة جراء استغلال الدين في السياسة. ونفى غموض الموقف الجزائري تجاه الأزمة السورية، موضحا أن الجزائر ليست طرفا مع النظام السوري، وموقف الجزائر لا يختلف عن موقف الجامعة العربية والأمم المتحدة. وإلى نص الحوار:
• هناك توقعات بأن المرحلة المقبلة ستشهد نتائج غير متوقعة خلال الانتخابات المقبلة، مما قد ينتج عنه تحول غير مسبوق في الجزائر؟
أولا أشكرك وأشكر صحيفة «عكاظ» على هذا اللقاء الذي من خلاله أنقل تحياتي للمملكة الشقيقة الغالية علينا قيادة وشعبا، وبالنسبة للانتخابات المقبلة في الجزائر فنحن قادمون إلى اقتراع يقرر من خلاله الشعب موقفه وكلمته. وبصفة عامة فإن عملية الانتخاب ستدخل في مسار ليس هو بداية التعددية، إذ أن هذا الموضوع مجسد في الجزائر منذ 20 عاما ، واعتادت الأحزاب على الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية، مع حرية إعلام في جو تعددي، فليس للانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في مايو شكل خارق للعادة، مع أن المنافسة أوسع هذا العام، نظرا لمشاركة أكثر من 50 حزبا، و في إطار مناخ عالمي وإقليمي لا نجهله، لكن لا نتوقع أن تكون الانتخابات انتقامية ، فلا يوجد في الجزائر فئة أو شريحة معزولة أو محرومة من الحقوق، أو الحياة السياسية في البلاد . ولا توجد هناك شريحة أو فئة معزولة عن مسار التنمية، كما أن خيرات البلاد توزع بالقسطاس، والصراع الدائر هو صراع أفكار وبرامج ضمن احترام خيمة الجمهورية وأركان الدستور وقوانين البلاد.
• بالرغم من إشراك جهات دولية لمراقبة الانتخابات فإن بعض الأحزاب السياسية أبدت تخوفها من نتائجها ومآلاتها وآليات الفرز ؟
اللجوء إلى الرقابة الدولية على الانتخابات شيء يضاف إلى الوسائل الوطنية وليس جديدا على الجزائر، وللتذكير فقط فإن أول انتخابات رئاسية عام 95 19 ميلادي في قلب الأزمة شارك فيها مراقبون دوليون، وكذلك الجامعة العربية، ومنظمة الوحدة الأفريقية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة. ونستطيع أن نقول إنها سنة سياسية في الأمور الانتخابية في الجزائر منذ عام 95 . وهذه المرة لجأنا إلى هذه الأطراف والاتحاد الأوروبي بطبيعة الحال كوننا شريكا معه. كما طلبنا مشاركة بعض الجمعيات الأمريكية للحضور والشهادة والإدلاء بالرأي. إضافة إلى ذلك توجد في الجزائر مراقبة للانتخابات بعدة وسائل، وأول وسيلة هي رقابة الأحزاب ذاتها والمترشحين، ففي كل مكتب اقتراع هناك خمسة ممثلين للأحزاب والقوائم، تستخرج بالقرعة، فأول مراقب هم أصحاب القضية من خلال 40 ألف مكتب تصويت. كما أن الاقتراع سيتم عبر صناديق شفافة. ولأول مرة سيتم استخدام المداد الذي لا يزول، واسمح لي أن أقول لك مع احترامي لمواطني بلادي والأحزاب السياسية أعتقد أن في الجزائر وعدد من الدول تكتسب ثقافة التعددية والديمقراطية. والجزائر لها مجال واسع في هذا الاتجاه، وهو عمر استقلالنا (نحو 50 عاما). وهناك من يرفع دائما راية التشكيك والتزوير، والمؤسف في الأمر ليس هو التخوف، فالتخوف يأتي يوم تفصل الأمور فيوم 10 مايو سيكون يوم الاقتراع. أما يوم 11 سيتم فيه إعلان النتائج. من غياب برامج الأحزاب في الانتخابات. كما أن الخطاب عندما يطغى عليه التشكك والانتقاد لا يشكل دافعا قويا للمواطن للذهاب إلى الصناديق. والذهاب للصناديق ليس دعما للنظام أو لحزب أو تيار، بل خدمة للديمقراطية والشأن المشترك.
• لأول مرة يحدث تكتل للأحزاب الإسلامية للدخول في الانتخابات تحت مسمى الجزائر الخضراء، ما يعني توحيد الأحزاب الإسلامية جهدها الانتخابي للفوز ؟
اسمح لي؛ نحن جميعا مسلمون، ونرفض تعبير إسلاميين، فنحن شعب مسلم وجميعنا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، عدا فئة صغيرة من المسيحيين وربما اليهود. وفي الجزائر من نعم الله أننا من مذهب واحد. وفي الدستور الجزائري؛ الإسلام دين الدولة وحامي الإسلام هو الدولة، وخادم الإسلام هو الدولة، والإمام موظف عند الدولة بمعنى أن استغلال الدين شيء مرفوض قانونا. وأشير إلى أنه إذا كنت تسمع في كلامهم هذه العبارات؛ فقد حرصوا أن يحترموا الدستور والقانون، إذ لايوجد حزب في الجزائر في اسمه كلمة إسلامية، وهذا ليس رفضا للإسلام، بل حماية وحرصا على الإسلام. كما أننا دفعنا فاتورة جدا ثقيلة جراء استغلال الدين في السياسية. أما التحالف الذي أشرت إليه فدعني أقول لك إن أول تحالف سياسي حدث في الجزائر وقع في إطار الدولة مباشرة بعد انتخابات عام 95 ، فقد حاولت الدولة أن تسهم في لم شمل الجزائريين عبر حكومة ائتلاف لكي نتجاوز فكرة الصراعات والتصنيفات، إسلاميون أوغيرهم، فجميعنا نشترك في هذا الوطن، وذلك التحالف الذي أنشأه الإخوان لا ننظر له كتحالف إسلامي، وعدد أحزاب الاسلاميين دعني استخدم عباراتك يصل إلى 10 تقريبا. ونحن في الجزائر لا يوجد لدينا حزب عبر بطاقة تعريف أو برنامج إسلامي. هناك حزب ألف وباء وجيم، ولا أرى أن ائتلاف الجزائر الخضراء غير جذريا ساحة المنافسة السياسية والعلم لله والقرار للشعب.
• هل تستبعدون حدوث ربيع عربي في الجزائر لجهة تمكين الإسلاميين في تشكيل الحكومة المقبلة في مايو القادم؟
أنت حر في قاموسك، متمسك بكلمة الإسلاميين، لكن سأدخل معك في نقاش حول الربيع العربي في بعض البلدان العربية. فالذي حدث في بعض الأقطار كان بسبب وجود قائد أمضى فترة طويلة في الحكم، بينما نحن في الجزائر قائدنا وصل للعام 13، وليس 30 أو 40 عاما، فالحجة الأولى لا تنطبق على الجزائر. أما الحجة الثانية فلا يوجد تكميم على أفواه الشعب، وهناك 30 حزبا نشطت قبل ديسمبر 2010 مع توافر 130 صحيفة، منها 80 يوميه إضافة إلى وجود انتخابات دورية. و لا توجد حتى أغلبية في البرلمان الجزائري الحالي، بل تحالف قائم، إذ لا يوجد حزب غالب. أما الحجة الثالثة؛ ففي بعض الدول هناك تخلف في التنمية، أو تهميش لمناطق على حساب مناطق أخرى؛ بمعنى تنمية مناطق القائد أو الرئيس بينما أتمنى أن تتاح لك الفرصة لزيارة أقصى جنوب الجزائر وغربها وشرقها وشمالها ستجدها على ذات المستوى. إذن لا نرى مسببات لما سمي بالربيع العربي، وإذا كان ذلك بركانا لفتح المجال للديمقراطية؛ أريد أن أذكرك بأننا دفعنا فاتورة أليمة جدا في الجزائر، من خلال بركان أكتوبر 88 الذي ساهم في فتح النهج أمام التعددية في الجزائر. أما إذا كانت القضية تسيس الدين؛ فإن إخوانكم في الجزائر دفعوا الفاتورة باسم كل المسلمين وهي فاتورة الألم، والتنبيه عن الانحراف بركب خيل ديننا السمح ، فقد عشنا 20 عاما تزخر شوارع الجزائر بمظاهرات عليها نحيا وعليها نموت، وفي نهاية المطاف كانت النتيجة أنهارا من الدماء، وتقتيل، وخرجنا من ذلك ولله الحمد، فشكرا للرئيس ووعيه، وتحية لشعبنا لصبره وارتفاعه، فالجزائر لها خصوصيتها ولها تحدياتها وهي دنيوية.
• لماذا يبدو موقف الجزائر حيال الأزمة السورية غامضا؟
ذلك غير صحيح، أولا الجزائر عضو في اللجنة الوزارية في الجامعة العربية من أجل تنقية المبادرة العربية. والشيء الوحيد الذي تحفظنا عليه هو الإسراع بالعقوبات، والخروج من البحث العربي، ولدينا في الجزائر من المقدسات عدم التدخل في شؤون الدول. كما أن بيان القمة العربية في بغداد لا يختلف عن ما تحدثت به الجزائر. ونحن نشعر بمرارة جراء ما يحدث في سورية، ولسنا طرفا مع النظام أو ضد الشعب السوري. إلا أننا غير مطمئنين للتدخل الأجنبي ونتائجه في سورية، وموقفنا نحو الحل السياسي، وإيقاف سفك الدماء لا يختلف عن موقف الجامعة أو حتى موقف الأمم المتحدة عبر كوفي عنان، فقط الفرق هو الإسراع في استخدام القوة من الخارج، وهو ليس تحفظا، بل تخوف .
• هل تعتقد مثلما ذكرتم أن هناك جهات أجنبية أو أجهزة استخباراتية لها دور فيما يحدث في الدول العربية أو حتى في الجزائر؟
سأجيبك بسؤال، ليس من أجل لعبة ( بنق بونق) للأسئلة. أعتقد أن للدول مصالح وليس صداقات، ربما نحن في العالم العربي لدينا هذه الميزة لأسباب الدين والتاريخ، على سبيل المثال إنسان غربي مثل هنري برنار ليفي، الذي نشط في ليبيا وقت الأزمة ، فهذا الأمر يجعلك تتصور كثيرا من الأمور، وهناك أطراف عديدة لها مصالح في العالم العربي، وفي الجزائر هناك من يحاول أن يحرك شبابنا، ربما بسبب مواقفنا السياسية أو السيادة الاقتصادية فالمصالح واسعة لكل بلد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.