أكد إمام جامع أبي سعيد الخدري في حي الخالدية بتبوك عبدالعزيز الشهري، أن الزهد في الدنيا طريق من طرق محبة الله لعبده، وبين في الخطبة التي ألقها أمام أكثر من 2000 مصلٍ أمس، أن الزهد في الدنيا ليس رفضها بالكلية، وأن تحرم على نفسك ما أحله الله لك من الطيبات، إذ الحلال نعمة من الله على عبده، والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فشكره على نعمته والاستعانة بها على طاعته واتخاذها طريقا إلى جنته أفضل من الزهد فيها، والتخلي عنها. وزاد الشيخ الشهري، الزهد في الدنيا هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهو ليس بتحريم الطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظار الصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يد العبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزن على إدبارها. وأوضح الشيخ الشهري، أن الذي يعين العبد على الزهد في الدنيا هو قوة إيمانه، واستحضاره عظمة ربه، ووقوفه بين يديه واستحضار أهوال يوم القيامة، فإن ذلك يجعل حب الدنيا ونعيمها يضعف في قلبه، فينصرف عن لذائذها ويقتنع بالقليل منها. «عكاظ» التقت عدد من المصلين في جامع أبي سعيد الخدري، حيث بين سعود الجهني، أن الخطبة تحدثت عن أمر مهم يغفل عنه كثير من الناس وهو الزهد، مشيرا إلى أن كثيرا من الناس أصبح يصبر على تحمل المشاق في طلب الدنيا ولا يصبر على أدنى مشقة في طاعة الله، وقال: «نراهم يغضبون إذا إنتقص شيء من دنياهم ولا يغضبون إذا إنتقص شيء من دينهم، وكثير من الناس لشدة حبه للدنيا لا يقنع بما أباح الله له من المكاسب، فتجده يتعامل بالمعاملات المحرمة والمكاسب الخبيثة؛ من الربا والرشوة والغش في البيع والشراء، بل يفجر في خصومته، أو يقيم شهادة الزور ليستولي على مال غيره بغير حق». أما صالح الحويطي فقال: «الخطبة جاءت في وقت تمسك الكثير من الناس بالدنيا المنقطعة الزائلة الفانية فلا ينبغي للعبد أن يشتغل بالفاني الزائل عن الباقي الدائم».