أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، في خطبة الجمعة أمس، أننا نعيش زمنا ملتهبا من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة التي قربت البعيد وأدنت النائي وبلغت مبلغا أضحت به منظارا أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقال: إن هذه الفورة الإعلامية مبنية في الغالب على الظن الكاذب والتهويل الزائف، والكر والفر الصحفي، رائدهم في ذلك السبق في الطرح وكسب القراء والمشاهدين والمستمعين والتلبيس وخلط الأوراق على العامة وذلكم من خلال تمثيل وجهة نظر واحدة، وهي وجهة نظر الغالب أو المسيطر، في حين أنها انتقائية موجهة لا تخضع لقوة منصفة ولا لوازع مهيب، وهذا ما يؤسف ذوي الألباب وأصحاب الفطر السليمة. وأضاف "ومن هنا تبرز الانتقائية الباطشة فتنهش العدل والإنصاف والوسطية التي هي الحق أيا كان لا الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق أفهامهم لحقيقة الوسطية والمراد بها. مؤكدا أن هذه الصفة هي سبب مقت الله لأمم تدثرت بها كما قال تعالى "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". وشدد الشيخ الشريم، على أن الانتقائية صفة مذمومة وعوار مشين، ولأجل هذا كان مما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم أحد صحبته إن قال له "ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا". ولرفع الانتقائية عن واقعنا قال الدكتور الشريم: يجب علينا استحضار أمرين مهمين أحدهما توفير المنظور السليم في العرض، وثانيهما شمول الرؤية في العرض، وتوفر عنصرين أساسيين وهما العدل والعلم لأنه ينبغي علينا في جميع شؤوننا أن نستهدف الهداية لا الإغاضة، والتوجيه لا الإثارة، والنصح لا التعيير، والتبيين للناس لا التنفيس عن المشاعر الذاتية، والغيرة للحق لا الانتصار للنفس، ولا شك أن أثر النفع من أثر القصد وإذا اختل القصد فإنها الانتقائية ما منها بد. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي في خطبة جمعة أمس، أن الله سبحانه وتعالى غني عن عباده لا تضره معصيتهم ولا تنفعه طاعتهم. مبينا أن من وفقه الله عز وجل للعمل الصالح في آخر عمره وفي آخر ساعة من الأجل فقد كتب الله له حسن الخاتمة، ومن ختم ساعة أجله بعمل شر وذنب يغضب الله فقد ختم له بخاتمة سوء والعياذ بالله، وقد حث الله تعالى عباده وأمرهم بالحرص على نيل الخاتمة الحسنة. وحث الشيخ الحذيفي المسلمين إلى السعي لتحصيل أسباب حسن الخاتمة ليوفقهم الله إليها وإلى الحذر من أسباب سوء الخاتمة. مبينا أن أسباب سوء الخاتمة كثيرة ومنها ترك الفرائض وارتكاب المحرمات وترك الجمع والجماعات وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والوصية الظالمة المخالفة للشرع الحنيف، والبدع التي لم يشرعها الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال: إن البدع أعظم من الكبائر وظلم الناس والعدوان عليهم في الدم أو المال أو العرض والزهد في بذل المعروف وعدم نفع المسلمين والزهد في الدعاء والركون إلى الدنيا وشهواته وزخرفها وعدم المبالاة بالآخرة وتقديم محبة الدنيا على محبة الآخرة وأمراض القلوب من الكبر والحسد والحقد والغل واحتقار الناس والغدر والخيانة والمكر والخداع والغش وبغض ما يحب الله عز وجل وحب ما يبغض الله عز وجل.