جدد سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الدعوة للمجتمع الدولي للسماح بتسليح المعارضة السورية، مؤكدا في مؤتمر صحافي عقب اختتام اجتماع مجموعة أصدقاء سورية في باريس، أنه من الغريب اتاحة الفرصة للتسلح لمن يقوم بالجريمة بينما لا يسمح للأبرياء بالتسلح للدفاع عن أنفسهم، بينما شهدت العاصمة الفرنسية ونيويورك تحركات دبلوماسية مكثفة من أجل تسريع اصدار قرار جديد في مجلس الأمن حول سورية. وقال الفيصل «أتعجب لكون النظام الذي يقمع يستطيع الاستمرار في تسليح نفسه في حين لا تملك الضحايا البريئة وسائل الدفاع عن نفسها». وأضاف «ما دام المجتمع الدولي عاجزا عن وقف النزف، فإن الحد الادنى للأمور يفترض أن تساعد الدول المختلفة السوريين في الدفاع عن انفسهم». ووجهت دول المجموعة رسالة تحذير شديدة اللهجة للنظام السوري، مؤكدة أنه يجب على مجلس الأمن والمجتمع الدولي النظر في خيارات أخرى إذا لم يتحقق نجاح خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان التي وصفتها بأنها الأمل الأخير لحل الأزمة. وأكدت في البيان الختامي لاجتماعها أنها ستفعل ما بوسعها للمساعدة في نجاح خطة عنان، لافتة الى أنها تريد منح مراقبي الأممالمتحدة كل الوسائل الضرورية لاكمال مهمتهم، بما فيها الحصول على المعدات الحديثة التي تمكنهم من ضمان كفاءة المراقبة. وجاء في البيان «كل يوم يمر يعني سقوط عشرات القتلى الجدد من المدنيين السوريين». وأضاف «ليس هذا وقت المراوغة. إنه وقت العمل. رغم أن مهمة عنان هشة الا أنها تمثل أملا أخيرا». وقالت نائبة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني في تصريح ل «عكاظ» ان اجتماع أصدقاء سورية وجه رسالة ردع للأسد، حتى لا يشعر أن العالم يتغاضى عن جرائمه بحق الشعب السوري، مشيرة إلى أن الاجتماع بحث آلية إجبار النظام السوري على تنفيذ خطة عنان، اضافة الى تحديد مهام المراقبين الدوليين بدقة، على عكس التجربة الفاشلة لبعثة المراقبةالعربية. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في ختام الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون ل 15 دولة ان بلاده ستتقدم لمجلس الأمن بمشروع قرار حول مهمة المراقبين في سوريا الى مجلس الامن. وقال «على مجلس الامن ان يتبنى قرارا جديدا لتشكيل بعثة المراقبين. وعلى هذه البعثة ان يكون لها التفويض والوسائل الضرورية لتحقيق اهدافها» . وكان جوبيه حذر في مداخلة في الاجتماع من ان عدم التزام نظام الرئيس بشار الاسد بتطبيق خطة عنان سيفتح الباب امام حرب اهلية . وقال «إن هذه الخطة هي فرصة للسلام، ينبغي الا تفوت»، مشيرا الى ان المعارضة السورية وفت بالتزاماتها في شأن احترام وقف اطلاق النار خلافا للنظام. ودعا الى تشديد العقوبات على دمشق. كما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي شاركت في الاجتماع الى تشديد الاجراءات في حق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة عنان ، على ان يشمل ذلك قرارا لمجلس الامن تحت الفصل السابع الملزم يتضمن عقوبات وحظرا على الاسلحة. وفي نيويورك، استمع مجلس الامن الدولي أمس الى تقرير عن التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بهدف توسيع مهمة المراقبين المكلفين الاشراف على وقف النار. ورأى أن توصيته بنشر 300 مراقب قرار لا يخلو من المخاطر ، لكن يمكن ان يساهم في تحقيق سلام عادل والوصول الى تسوية سياسية تعكس رغبة الشعب السوري. وطالب بالتعاون التام من جانب الحكومة السورية، وأن تضمن للبعثة حرية حركة كاملة وسهولة في التنقل وسلامة افرادها اضافة الى استخدام وسائل حاسمة مثل المروحيات. وقالت المندوبة الأمريكية الى الاممالمتحدة سوزان رايس التي ترأس بلادها مجلس الامن للشهر الحالي ان تقرير مون اوضح ان الحكومة السورية لم تف بعد بالتزاماتها ولم تسحب خصوصا قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن، كما تنص عليه خطة عنان. وفي سياق ذي صلة قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، أمس ، إن البنتاغون يدرس اتخاذ إجراءات إضافية قد تكون ضرورية لحماية الشعب السوري، ولكنه قال في جلسة اجتماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي إن أي تدخل في الأزمة السورية يجب أن يحصل بموجب إجماع دولي ودعم إقليمي واضح من الدول العربية وأساس قانوني واضح.