جسد معرض الرياض الدولي للكتاب حضورا حقيقيا ومفاجئا للناشر السعودي الذي يقتحم هذا المجال من سقفه العالي ومن مداه العربي وعبر نوعية متميزة من الإصدارات التي لفتت انتباه القراء وقبلهم المتابعين. هنا نلتقي بالناشر الشاب عبدالله فهد صاحب دار أثر التي اقتحمت المجال بعدة ترجمات وإبداعات متميزة ونفتح معه ملف النشر والناشرين وعلاقة هذا الحراك بالكتابة والكتاب فإلى نص الحوار: • فكرة دار أثر تبحث عن أفق في إصدار الكتب الثقافية بلون خاص ولكنها لم تكن الأولى كيف تنظرون لتجربتكم في السياق لمحاولات النشر الخاصة السابقة في المملكة؟ • بعد عام على التأسيس، استطيع القول إن دار أثر استطاعت أن توجد لها مكانا جيدا بين الدور النشر السعودية سواء تلك التي نشأت من الداخل أو التي انطلقت من الخارج ومن بيروت تحديدا. هذا ما لمسته من ردود فعل الزوار لجناح الدار في معرضي الرياض والبحرين بالإضافة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ومن الرسائل التي تصل إلينا عبر الإيميل أو من خلال حساباتنا في موقعي تويتر والفيس بوك. لا أخفيك أن المراهنة على مشروع دار النشر كانت صعبة في البداية خاصة حين تكون الدار سعودية لكن استطعنا أن نتجاوز كثيرا من الصعوبات التي اعترضتنا. في العام الأول راهنا على بعض الكتاب السعوديين الشباب من خلال نشر إصداراتهم الأولى وكان لهذه الإصدارات صدى طيبا في المشهد الثقافي. أيضا الكتب التي ترجمتها الدار خاصة الروايات نالت نصيبا وافرا من اهتمام القراء. • هذه الأيام بدأت الدور السعودية تتشكل، كيف ترون هذه التجارب التي بدأت في السطوع بشدة؟ • الدور السعودية بدأت بالتشكل بعدنا وقبلنا وأظن أن النجاحات التي تحصدها الدور السعودية كل موسم وخاصة في معرض الرياض الدولي شجعت الكثيرين على الدخول إلى عالم النشر وستظهر في الأعوام القادمة دور أخرى لأن تجربتنا كناشرين سعوديين كسرت حاجز التردد عند بعض الذين يفكرون بإنشاء دور للنشر. من المميزات التي تحسب للدور السعودية الجديدة أن أغلب القائمين عليها هم من المبدعين أو من الناشطين في المجال الثقافي لذلك تجد أن المعايير الفنية لهذه الدور مرتفعة مقارنة بتلك التي يطبقها بعض الناشرين العرب وهذا ينعكس على مستوى ما تقدمه. • هل نستطيع أن نقول إن الناشر السعودي بدأ الدخول بقوة في مجال النشر؟ • في المشهد الثقافي السعودي أو الخليجي أستطيع أن أقول نعم، أما على المستوى العربي فما زال نشاطهم خجولا بعض الشيء لأن المؤلف والقارئ في البلدان العربية لم يمنحاه ثقتهم بعد، لكن في الأعوام القادمة وإذا ما استمرت حركة النشر السعودية في الانتشار بالشكل الحالي فسيكون للناشرين السعوديين نصيب كبير من النجاح العربي. • وهل هناك تنافس على الكتاب الأكثر مبيعا والكاتب الأكثر رواجا بين هذه الدور؟ • نعم هنالك تنافس بين الناشرين على هذه الكتب وإن كانت بعض الدور استطاعت أن تصنع لها كتاب أكثر رواجا من خلال تبني أعمالهم منذ البداية ومثل هذا التنافس يصب في مصلحة الكاتب لأنه سيجد عدة خيارات أمامه قبل نشر كتابه وحتما سيختار ما يراه العرض الأنسب له. • من تجربتك كناشر ما هي العناوين الأكثر استحواذا على ذائقة القارئ السعودي؟ • حتى الآن الرواية هي الأكثر اقتناء من قبل القارئ السعودي يأتي بعدها كتب الفكر والفلسفة التي بدأت تسجل ارتفاع ملحوظا في نسبة المبيعات. • يركض الناشرون العرب للمشاركة في معرض الرياض للكتاب الوحيد العالمي في المملكة هل فعلا القارئ السعودي نهم في اقتناء الإصدارات والأكثر شراء بين أقرانه العرب أو الخليجيين تحديدا؟ • من خلال مشاركة الدار في معرضي البحرين وأبوظبي واللذين أتيا بعد معرض الرياض مباشرة وجدت أن كل الناشرين يشيدون بالإقبال الهائل على أجنحتهم في معرض الرياض، والبعض منهم وصفه بأنه الأكثر إقبالا على مستوى العالم العربي متخطيا معارض عريقة مثل معرضي القاهرةوبيروت. من وجهة نظري أن معرض الرياض الدولي الكتاب لم يعد قادرا على إشباع نهم القارئ السعودي. وفي بلد مثل المملكة يعتبر منسوب الإقبال على القراءة فيه أعلى من البلدان المجاورة صار واجباً اقامة أكثر من معرض واحد للكتاب في السنة وفي مناطق أخرى غير الرياض.