خلصت ورشة العمل الثانية في المؤتمر الدولي للتعليم العالي أمس بعنوان «مهارات النشر العلمي المتميز»، والتي ناقشها الدكتور مرزوق محمد العكنة عميد البحث العلمي ورئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي، في جامعة الملك فيصل في الدمام، إلى ضرورة الحرص والعناية الفائقة بما ينشره الباحث وإلى أي مجلة علمية سينشر بحثه فيها. وكشف العكنة أن السرقة العلمية تقع تحت مسؤولية أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، ومشرفي الطلاب، كما قال «نطلب من الطلاب بحوثا ويذهب الطالب بسرعة يسرق ويأتي به من محرك البحث ونحن نرضى بذلك ونشجعه على هذا الفعل». وفي ذات السياق انتقد العكنة عدم وجود أي مجلات معتبرة في العالم العربي تكتب باللغة العربية، وقال «هناك مجلات معتبرة وأخرى غير ذلك، ولسوء الحظ ليس هناك أي مجلات علمية معتبرة لدينا في العالم العربي تنشر باللغة العربية، والباحثون يتهربون منها لأنها تلزمهم بضرورة الحصول على براءة اختراع في الموضوع الذي يكتب الباحث عنه، أو حصوله على جائزة نوبل، وهذا أمر طبيعي لأنه لا بد أن يكون هناك أثر للنشر العلمي، ولسوء الحظ أن النشر العلمي باللغة العربية ليس له أي أثر في الرفع من تصنيف الجامعات السعودية بسبب المجلات العلمية ذات المستوى المتدني التي ينشر بها بعض الباحثين». مضيفا «مكان النشر سيحدد ما إذا كان البحث سيرفع من تصنيف الجامعة أو يقلله، حيث إن الباحث سيرفع من مستوى تصنيف جامعته فيما لو نشر في مجلة معتبرة، ومعتبرة أعني بها أن تكون مسجلة في محافل عالمية ودولية، حيث إنه من الممكن أن يرفع عضو هيئة التدريس من تصنيف جامعته في هذه الحالة». وفي إطار تصنيف الجامعات المحلية، وصف هذا التصنيف بالمرضي إلى حد ما، رافضا ما جاءت به مجلة ساينس من أمور مغلوطة استفادت منها الجامعات المحلية بطريقة مشروعة ومتداولة ببقية جامعات العالم قاطبة. أما ما يخص دعم البحث العلمي الذي وصل مؤخرا إلى نسبة 1,08 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، قال العكنة إنها نسبة جيدة مقارنة على ما كانت عليه بالسابق، مؤكدا أن المشكلة ليست بالدعم بل بالعقول، قائلا «نريد شبابا باحثا ومتميزا ومتطلعا أن يصل ببلاده إلى مصاف الدول العالمية والدولة لن تبخل عليه». وفي إطار آخر ركز الدكتور مرزوق العكنة على ضرورة مناقشة الموضوعات الاجتماعية الحيوية والطارئة حاليا في المجتمع، مستشهدا بموضوع «البويات»، حيث وجه بضرورة بحث مثل هذه المواضيع ومعرفة أبعادها.. من جهة أخرى، يسجل برنامج الندوات في الدورة الثالثة للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي توسعا في الزوايا النقاشية المتعلقة بقضايا التعليم العالي، حيث يتجه إلى استكشاف المتغيرات الحضارية والمعلوماتية التي من شأنها أن تغير طبيعة التعليم على المستوى العالمي. من جهته ركز الدكتور ريتشارد يالند مدير إدارة التربية والتعليم والبنية التحتية في فرنسا على التطورات الحالية لعملية تقويم نتائج التعلم في التعليم العالي، مستعرضا التطورات الحالية في هذا المجال سواء على صعيد السياسات أو الممارسة الواقعية. من جهة أخرى يزور اليوم جامعة الأميرة نورة وفد من ممثلي 82 جامعة عالمية مشاركة في المؤتمر والمعرض الدولي الثالث للتعليم العالي في دورته الثالثة. إلى ذلك شهد المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي المنعقد في الرياض توقيع ستة عقود خدمات بين الجامعات السعودية وعدد الجامعات العالمية في عدة مجالات مختلفة.