عاشت الأندية الرياضية في المملكة على ( رعاية الحكومة ) فقدمت لنا وحسب طبيعة التكوين وحقبة التفكير النادي الشمولي ( ثقافي اجتماعي رياضي) ومنذ سنوات قليلة تم فصل الثقافة عن الأندية الرياضية في ظل سبات وصراع البقاء في الأندية الأدبية الاثني عشر . وخلال حقبة التكوين ( حوالى 60 سنة خلت ) تكونت سلاسل المشجعين والمنتمين للأندية حتى أن بعض العوائل تتوارث الانتماء لنادى بعينه، وهذا ليس بجديد في عالم الرياضة، ولكن الجديد هو كيفية تكيف هؤلاء المشجعين والمنتمين للأندية بعد خصخصتها وخروجها من الشمولية النوعية ( رياضي واجتماعي وثقافي ) والشمولية الرياضية ( ألعاب جماعية وفردية ورياضات وهوايات ) إلى التخصصية النوعية ( كرة قدم فقط ). حينها سيتم تحويل المشجع إلى مصدر مالي للنادي حيث سيشتري تذاكر دخول المباريات والتدريبات والمنتجات والشعارات الخاصة بناديه المفضل، وسيتم التعامل مع المشجع كما تفعل شركات الاتصالات والتي تتغذى وتنمو وتربح بمال المشتركين نظير ما تقدمه من خدمات اتصالات، فهل كل مشترك في شركة اتصالات راض عما تقدمه؟ وفي المقابل سنشاهد سلوكا فكريا ومجتمعيا من الجماهير قريبا من السلوك الحالي للاعب السعودي المحترف والذي يود أن يقطف ثمار الاحتراف المادية ويتنعم في ذات الوقت بظلال الهواية ومفرداتها من عدم التزام وسهر وسلوك مزاجي شخصي، وسيعتمد ذلك بالتأكيد على الوضع الاقتصادي للمشجع والمنتمي فكلما كان وضعه المالي جيدا كان أقدر ومبادرا لدفع الرسوم المفروضة نظير تمتعه بالمشاهدة المريحة والمنظمة والعكس صحيح ، وستتعالى الأصوات لمراجعة أسعار الخدمات والتذاكر والحصرية في المشاهدة وحضور التمارين، بل وسيطالب البعض بعودة إشراف الحكومة على الأندية بحسب درجة الحرمان التي يعاني منها كل مشجع أو منتم. وسيكون هناك حراك في المدرجات وستختفي قضايا التوريث في التشجيع والانتماء لناد بعينه، وستتشكل روابط للمشجعين أكثر ديناميكية وأكثر تطلبا وستواجه الإدارات المحترفة في كل ناد ضغوطا لا تستطيع التخلص منها والتملص من تبعاتها كما هو الآن. ومن المنطق والحكمة أن يكون هناك إعداد مسبق وتهيئة وتحضير للجماهير والمشجعين والمنتمين وحتى المستثمرين الافتراضيين لفهم وإدراك وتقبل التغيرات الجذرية القادمة مع رياح التخصيص وهذا دور أساسي ومناط باتحاد كرة القدم تحديدا ووجوب تعاونه مع المختصين الأكاديميين في الجامعات ومراكز البحوث في تنفيذ دراسات مسحية متعددة للرأي العام الرياضي لمعرفة مدى تقبله لمفردات التغيير وقضايا التخصيص ثم العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وشرح التغيرات القادمة من خلال ندوات ومحاضرات في كل مدينةحتى لا نفاجأ برأي عام مجتمعي تضرب فيه خيام المناحة وسرادقات العزاء على رياضة الزمن الماضي الجميل كما سيتم تصويره والحنين المشوب بالعاطفة للماضي ( نوستالجياNOSTALGIA) ومهاجمة ربيع التطوير الرياضي ولم تتفتح أزهاره بعد !! تغريدة: حلول اليوم .. مشاكل الغد.