ضمن المشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، قدم المخرج ماهر الغانم عرض«مازال العرض مستمرا» الذي استدعى الناقد أحمد الملا إلى القول«مازال العرض مستمرا بعد دحرجة الرأس الأعلى نحو أسفل الخشبة أو القبو، حيث صدى الجلد والتعذيب لازال يتردد في المكان»، مضيفا «قدم ماهر الغانم المخرج قبل الممثل عرضا مسرحيا، أقل ما يقال أنه محتشد ومكتنز بالرموز والدلالات حتى كادت أن تتزاحم ويصطدم بعضها ببعض»، ورأى أن بداية العرض كانت أضعف من المتوقع عطفا على كثافة العلامات والعناصر التي زخرفت المشهد الأول واستمرت طوال العرض، فلعبة الظل جاءت مترددة بدلا من أن تكون صادمة ومعبرة بعمق يشد العرض كله، ناهيكم عن ورطة الجسد المعلق الذي عبر المشهد، وقال «جاء المشهد البصري للعرض كله في بؤر متعددة تعمل في نفس الوقت مما شتت التركيز ونازع بصر المتفرجين، حشد من العلامات المتراصة طبقة فوق طبقة»، معتبرا أن أداء الممثلين نم عن خبرة طويلة، ولولا غلبة لغة التداعي«المنولوجات الفردية» على الحوار التفاعلي بين الشخصيات، خاصة أنها تزيد من حدة الانفعال الأدائي لكل ممثل على حدة، وكأنه في حالة منعزلة «مونودراما» لدرجة أنها تصاعدت في أحيان واقتربت من سحق الحالة الاجتماعية. الندوة التطبيقية وفي الندوة التي تلت العرض والتي أدار الشاعر حسن آل دهيم، بحضور المخرج ماهر الغانم، وأكد الناقد نايف البقمي، أن العرض كان مكثفا للشخصيات ومختزلا للحوار، مضيفا أن الفكرة لم تكن جديدة وقد شوهدت في فليم، وكذلك في عروض مسرحية، ورأى أن «الرتم» في العرض كان واحدا ولم يكن هناك تصاعد درامي وفقدان لعنصر المفاجأة، واعتبر أن ما قدمه الغانم في العرض جاء مغايرا تماما عن النص المكتوب، وقد قسم خشبة المسرح إلى أكثر من مشهد، وركز على رؤية التسلط والألم والقهر والعذاب. وعن السينوغرافيا ذكر البقمي أنها كانت عبئا على العمل، وكان هناك قطع للديكور غير مبررة على خشبة المسرح، وقد تسببت كثرة القطع في الديكور والأزياء المتناثر في تشتت انتباه الجمهور في لحظات التركيز، وخاصة أثناء الحوار للممثلين على خشبة المسرح، إضافة إلى عدم وجود دراسية لحركة الممثلين، والإضاءة لم تكن معبرة على الأحداث، معتقدا أن العمل بحاجة إلى إعداد أكبر، من جانبه، أثنى مخرج العرض ماهر الغانم، على الملاحظات مؤكدا عزمه الاستفادة منها.