والله قصة فيلم وليست من بنات أفكاري ولا أدعيها فهل يحتاج إثبات أنها فيلم أكثر من الحلف!! الفيلم العربي طبعا يروي قصة عرس وجه أطرافه الدعوة إلى رئيس الجمهورية لحضور الفرح رغم أن العروسين من فئة البسطاء الذين يعيشون على الكفاف ويعدون على أصابعهم موارد رزقهم قرشا قرشا ويقومون بتوزيعها على احتياجاتهم الأساسية فتنتهي القروش قبل انتهاء الشهر!! ويروي الفيلم أن سيادة الرئيس وافق على حضور الفرح المنتمي إلى الشارع العام... وتحدث المفارقات!! ويبدأ التغيير جامحاً يجتاح حياة العروسين ويجتاح الحي كله!!! لأن موافقة الرئيس جاءت بناء على رغبته كما تقول حاشيته في مشاهدة واقع البسطاء... وملامسته بتفاصيله عن قرب! فماذا جرى؟! يقول الفيلم إن الحاشية قامت بتغيير تفاصيل الحي الذي يقام فيه العرس! وانقلب من حي مغمور إلى حي مشهور! وبدأ العمل فيه على قدم وساق! وتحولت «الحفر» وسطه إلى أرض ممهدة واصطفت على جانبيه الزهور ووضعت الأحجار المنحوتة بأشكال جمالية وأصبحت نظافته مضرب المثل بعد أن كانت القاذورات على جانب الطريق والنفايات لا تجد صندوقا يحتويها! وتم صبغ الجدران المتهدمة.. وتمت إزالة الشقوق والتصدعات ومظاهر الزقاق الشعبي المهمل حلت محلها مظاهر الزينة ولافتات الترحيب ومعلقات الهتاف لسيادة الرئيس!! وأصبح ناس الحي في غمضة عين من ناس شعبيين مهمشين إلى شعبيين يسكنون حيا ارستقراطيا من الأحياء الجديدة! قصة فيلم عربي تعبر عما يجري في الواقع الذي نتج عنه ما يسمى الربيع العربي!! طبقة منتفعة بين الناس وزعماتهم إذا أراد الرئيس أو الزعيم التعرف على الواقع غيروه في لمح البصر من الضد إلى الضد! فالرئيس في الفيلم كان يريد الاقتراب من البسطاء وملامسة واقعهم لكن الوسطاء بينه وبينهم لم يتركوه لرغبته وغيروا الواقع... إشباعا لرغبتهم وبالتالي يسعد الرئيس بإنجازات عصره! فإذا اشتكى الناس فإنما هم يشتكون لفرط الجشع والطمع والدلع الزايد!! في كل مكان طبقة منتفعة من الكذب والتزوير والغش والخداع تريد أن تقول للمسؤول غير الحقيقة فتظلمه وتظلم الناس!! وبقدر ما هم بعض الناس مظلومون كذلك بعض المسؤولين مظلومون! وضعوا ثقتهم فيمن استغلوا الثقة في الكذب والتزوير! ما يدور الآن في الشارع العربي يصور المظاليم على أنهم المحكومون بينما في الحقيقة وبعض الرؤساء والزعماء مظلومون كلما أرادوا النزول إلى الواقع أو التقارب مع المهمشين اجتهد المنتفعون حولهم في تغيير الصور وتعليق الزينات وصرف النفقات على لافتات الترحيب ومعلقات الشكر والامتنان! الأفلام فن ناطق عن الواقع ولو أدرك بعض الذين دفعوا ثمن الربيع العربي مؤشرات ورسائل الأفلام المصورة ربما بقوا في مناصبهم لن يأخذهم منها إلا الموت! هذا هو الفرق بين مسؤول تعجبه الزينات ومسؤول يرفضها ويعاقب من يرتكبها ومن هم حول المسؤول! إما أن يكونوا لعنة أو رحمة لكن المسؤول لا يعمل لوحده وانتهى عرس الفيلم لكن القصة بقيت في كل مكان!!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]