كل ما يجري حولنا من أحداث في البلدان المجاورة وبقية دول العالم يدعونا إلى التأكيد على أهمية تجديد الولاء والمحبة لهذه الأرض المباركة باستمرار فهي تحتاج منا جميعا إلى العمل المتواصل والدؤوب من أجل النهوض بها والارتقاء بها بين الأمم وجعلها في مصاف الدول المتقدمة، فلو نظرنا على آلات القتل والقمع والاضطهاد التي تمارسها بعض الدول ضد شعوبها للمسنا ما ننعم به من خير وحرية لنعيش وسط عطاءات ومنجزات مستمرة. ومن الأهمية العناية والرعاية بالجيل الشاب من أبنائنا وبناتنا؛ إذ لا بد أن نزرع فيهم حب الوطن من خلال تعزيز القيم وتأكيد أهمية العمل الصالح وتقديم أقصى ما نستطيع لخدمته وخدمة إنسانه، نجعل منا جميعا القدوة الصالحة لكل أفراده صغارا وكبارا رجالا ونساء، نكون قدوة في سلوكنا وتعاملنا وعطائنا في أماكن عملنا وفي متاجرنا ومصانعنا وشوارعنا، نبرز لهم قيم ديننا الإسلامي الحنيف بالقول والفعل من خلال الدعوة إلى المحبة واحترام حقوق الآخرين وصيانتها. كما يجب أن نغتم أي فرصة لنعلم أبناءنا وبناتنا وأنفسنا أن الوطن هو المكان الآمن للعيش فيه والحضن الدافئ الذي نحتاج إلى الرجوع إليه، وأن الإنسان مهما ابتعد عن وطنه لا بد أن يعود إليه مهما طالت المدة وكبر السن، وأن الوطن هو العش الذي نعود إليه مهما اختلفت بنا الأيام والليالي. وكلما أمعن المرء في التفكير والمقارنة والمراجعة فإن أبلغ ما يقال هنا هو كيف نعلم ونربي أبناءنا على حب هذا الوطن، فهذا الحب لا يمكن تحقيقه بالأساليب التقليدية التي تعتمد على التلقين أو من خلال أسلوب الترغيب والترحيب، حب الوطن والانتماء إليه وتعزيز القيم الداعمة لذلك لا يمكن أن تكون مادة تدرس في مدارسنا فقط، إنما مجموعة من السلوكيات والأعمال التي تبرز القدوة الصالحة الناصحة المنتجة، وهي معطيات تتطلب عملا وجهدا كبيرين من مراجعة الإجراءات وأنظمة عملنا في مختلف القطاعات العملية والتعليمية والتربوية وأنشطتنا في خدمة مجتمعة، إنها دعوة لنعمل جميعا بعقل الواعي المدرك والمستوعب لكل المتغيرات ونستثمر فيها كل التجارب ونستغل فيها الرغبة الصادقة لقيادة هذا الوطن نحو الارتقاء بإنسانه ومكانه، لكل الثقافات والاتجاهات بعقل المؤمن بربه والواثق بدينه والجازم بأنه دين صالح لكل زمان ومكان، وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء، عربي اللسان، إسلامي المعتقد وعالمي الطموح. عبدالله الزهراني مركز وادي الصدر (المندق)