لازال الناس في جدل حول الإجابة عن سؤال : هل ينتهي عصر الإعلام الورقي أم يصمد لسنوات قادمة قبل أن يسلم الراية للعالم الرقمي؟ وفي هذه المماحكة القولية نشأ جدل مواز عن دور المثقف في أحداث عملية التغيير .؟ وكلها أقوال وأسئلة للتلهي تبث في الوقت الضائع حيث لم يعد للإعلام الورقي من حضور إلا عند الفئة التي لازالت تبكي على الأطلال كما أسستها الذاكرة العربية الأولى .. فالانتقالات والتغييرات تحدث بينما العقلية العربية تتشبث بالماضي ووسائله الحياتية القديمة مع المكابرة ببقاء هذه الوسائل .. ومع حدوث ثورة 25 يناير كان التاريخ يسجل حضور مؤثرات شعبية حقيقية تجاوزت التأثير الإعلامي أو الثقافي ،وأصبحت الأدوات التغيرية القديمة تابعة وليست متبوعة . وعبر التاريخ السابق كان الباعث للتغير هم من يرون أنفسهم في خانة النخبة المثقفة التي تعرف ما لا يعرفه العامة وهي صيغة تم النفخ فيها حتى أخذت في التصنيفات تقبل من ينتمي إليها وترفض من لا ينتمي إليها وتدخله في زمرة الغوغاء .. وهي بذلك التصنيف استبعدت كل التخصصات العلمية وأبقت المنشغلين في العلوم الإنسانية كأدوات تغيير أممية ، ومنذ الإعلان عن دخول عصر العولمة والمثقف العربي يقف منظرا وشارحا لهذا العصر مع علمه أن العناصر الثلاثة للعولمة (الثقافة والإعلام والاقتصاد) ليست مملوكة له أو ليس صانعا لها،ومع ذلك كان العراب الذي يقول ما لايقال ويتنبأ بما سوف يأتي .. وكل أقواله وأفعاله اتبع فيها أساليبه القديمة وأهمها إلقاء الخطاب من علٍ أي أنه لم يتخل عن فوقيته .. ومع دخول الوسائل التقنية الإعلامية الحديثة (التويتر والفيس بوك والواتس آب) التي امتلكها العامة ، فدخل كل فرد إلى هذا العالم كوسيلة بث إعلامي مستقل يقول ما يريد ويبث آراءه (بغض النظر عن صوابها) واندمج الأفراد وتحولوا إلى مجاميع تؤثر بعضها في بعض، ولأن الاستقلالية حاضرة لكل فرد، اجتمع الآلاف على فكرة التغيير والعمل على إحداثها،وكان مقر هؤلاء في مكان افتراضي من هذا الفضاء الواسع، ولأن أداة التغيير حديثة والعالم السياسي العربي مازال يتعامل مع العالم بأدواته القديمة فلم يكن هناك من مجال لاستيعاب هذا الأثر، ومع إعلان الثورة من قبل شباب 25 يناير كان عصر جديد يكتب في عالمنا العربي يقوده الآلاف من العامة الذين تم تحييدهم من قبل الساسة والمثقفين على حد سواء .. وأهم ميزة أحدثتها هذه الثورات النتية هي تحول مواقع التأثير وانقلاب المفاهيم حيث أصبح المغير الأساس هم العامة وليس المثقفين أو الساسة ... وهذه الميزة بحاجة إلى تغيير المفاهيم السابقة وإعطاء العامة دورا حقيقيا ،كون العامة أصبحوا يمثلون ثقلا سياسيا وثقافيا ليس بالسهولة تجاوزه.. فهل يتم ذلك أم تظل العقلية العربية تتغنى بأمجاد الماضي في حين أن البساط تم سحبه من تحت الأقدام ..وكما تم التأسيس للحكومة الإلكترونية هناك ملايين من الحكام الذين يصدرون أحكامهم في كل ثانية .. ومن يشك في ذلك عليه مراجعة ما يمور في الفضاء الافتراضي؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]