زمان كان الفن عيبا، اليوم يخرج بعض الفنانين من تحت اللحاف أبطالا فوق المنصات، فهم وحدهم الذين يلاقون الأضواء مسلطة على حفلات التكريم المقامة على شرفهم.. وهم وحدهم مشاهير النجوم ووحدهم صورهم على أغلفة المجلات فترى مجلة تسمى أدبية وغلافها صورة فنانة!! ومجلة منوعات غلافها ممثلة لم تلعب غير دوري بطولة!! وترى لجنة تحكيم مكونة من مغنين المغنية هي الأبرز بينهم حتى لو كانت لا تملك من التأهيل للجنة تحكيم غير اسمها الرنان!! وترى ممثلا واحدا لديه مئات الجوائز بمختلف أسماء المهرجانات بينما لا تجد مهرجانا واحدا يمنح جائزة تكريم علنية لمتطوع في عمل الخير أو لمعاق لم يستسلم لإعاقته أو لمفكر مر عمره لم ينل جائزة واحدة!! ووصل الأمر إلى أن رأي فنانة يؤخذ بعين الاعتبار وله تقدير وحفاوة فصارت هي تجلس على المنصة والإعلاميون حولها يتناثرون كلهم يتمنون لو يقولون (كلمة ولو جبر خاطر والا سلام من بعيد) وهي تتقمص دور المعلم والمرشد والاستاذ والمختار والملهم وتبدأ بلسان فالت وعبارات فيها كل شيء إلا سلامة النطق وفصاحة الحروف! تبدأ تجيب عن الأسئلة بثقة واعتزاز وتتصدر لتقول هذا رأيي في السعوديات.. وهذا رأيي في المرأة السعودية كذا وكذا وكذا ثم يبتهج القوم من حولها ويقوم أحدهم بتصدير الخبر السعيد على أنه خبر الساعة ثم تجد صحيفة تحتفي بالخبر كأنه الشهادة الثمينة على استحقاق المرأة السعودية للحياة! فما أن يتحلق بعض إخواننا الإعلاميين حول شخصية نكرة أو معرفة حتى يبادروا بالسؤال الغبي ما رأيك بالمرأة السعودية؟ وأتمنى عقاب مثل هؤلاء الجهلة الذين يسألون عن معلوم لا عن مجهول يفترض أنهم يعرفونه ويقدرونه وليس في وجوده شك أو نقيصة ولا هو في انتظار أن يشفق عليه الغرباء أو الآخرون!! تباً لبعض المدعين الذين يعتقدون أنهم ينصرون المرأة.. في حين أنهم ألد أعدائها!! خرج العيب فلم يعد يمس جباه الفن وأهله رقصوا أم غنوا أم صهللوا وتقبل المجتمع العربي الفنانين ووضعهم في صدارة الصف الأول ويوم كانت بنت الراقصة، أو الممثلة تخجل في ذاك الزمان أن تقول أمي تعمل راقصة أو مغنية أصبحت الآن الصورة مقلوبة فالبنت تجلس وتضع رجلها فوق الرجل الأخرى وفستانها فوق ولا ينزل تحت وتقول بكل ثقة واعتزاز... (أنا من عائلة فنية!! والفن في دمي!!!) بينما أمها وراء الكواليس فخورة أن لها ماضيا عريضا!! هل نحن أمام انقلاب مفاهيم أخلاقية لا بالطبع ما زال عندنا دم وعندنا أدب وعندنا حياء ولا يزال البيت العربي يسجل اسمه في قائمة البيوت المحافظة!! إنما هي المتغيرات التي زحفت على المجتمعات وفتحت الحدود على بعضها وتمازجت الشعوب والثقافات وحدث ما يمكن أن يحدث بين البشر التأثر والتأثير! ولا غبار أن يكون «الفن» متقدما الصفوف شرط أن يكون فناً! وما يحدث اليوم «فن» خال من الدسم... وكثيره يؤدي إلى المرض! وإذا لم يعد يخجل العمل في الفن فالمرجو أن لا نخجل نحن الجمهور من هذا الفن الذي أصبح هابطا وأصبح كل من غنى يعتقد أنه مصلح اجتماعي ومفكر إبداعي حقه توزيع آرائه في الناس والتكرم عليهم باعترافه بوجودهم، الفن فن إذا سلم من التشويه ومن قلة الحياء. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة