عندما تجد أن العمل اقترن بالخطط فإنك تشعر بثمرة هذا التخطيط وهذا النجاح، وهذا ما شاهدناه نحن سكان منطقة مكةالمكرمة وزوارها. فعندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل منذ حوالى الثلاث سنوات الخطة العشرية للمنطقة ظهرت بعض الآراء التي تقول بأن هذه خطط فقط ولن نشاهد شيئا على أرض الواقع، ولكن لأن الرجل نجح مع من وثق فيهم من مسؤولين في اعتماد هذه الخطط ومتابعته الشخصية فقد بدأ الجميع يلمسون التغيير للأفضل بل إن الكثير من الزوار والكتاب والمواطنين أكدوا بالفعل على أن جدة ورشة عمل كبرى.. أسوق هذه المقدمة لنؤكد أهمية المشاريع الاستراتيجية التي ستشهد انتهاءها جدة في السنوات القليلة القادمة، ومن هذه المشاريع الاستراتيجية التي اعتمدتها القيادة الحكيمة من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الذي وضع حجر الأساس له المرحوم بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. هذا المشروع بدأ التنفيذ له على أرض الواقع منذ شهور، وانتهاء أعمال البناء والافتتاح سيكون بإذن الله تعالى في عام 2015م، حيث سيستوعب في مرحلته الأولى 30 مليون مسافر وسيتوفر به 46 بوابة للطائرات، و200 منصة خدمة للركاب، وعدد 80 جهاز خدمة ذاتية، وذلك حسب الخطط المعتمدة للمشروع وكل هذا سينفذه المقاولون (ولا نشك في ذلك ولن توجد مشكلة بإذن الله في التنفيذ)، ولكن هل هذا يكفي؟ وهل ستستمر نظرتنا في مشاريع المطارات هي تنفيذ المباني دون أن يقترن انتهاء التنفيذ للمبنى والمشروع بتنفيذ خطة التشغيل لكامل طاقة المطار واستغلاله الاستغلال الأمثل؟، وهل سنكرر ما حدث في مطار الملك خالد في الرياض عندما أنشئت أربع صالات منذ 30 سنة وبقي منها صالة كاملة لازالت مغلقة حتى الآن «أي أن 25% من المطار المعطل». وهل سنكرر ما حدث لمطار الملك فهد الذي اكتشفنا بعد الافتتاح أن هناك جزءا منه لا يوجد فيه تشغيل تماما وكانت الحلول شكلت عشرات اللجان وانعقد كم كبير من الاجتماعات، وكم من القرارات اتخذت لإيجاد حلول ولكن المطار لم يستغل حسب طاقته حتى الآن. وهل نكرر مشكلة مطار العلا الذي أنهينا بناءه ولكن هناك مشكلات عدة في تشغيله. والحال نفسه لمطارات أخرى مثل الدوادمي وغيرها، هل نكرر كل ذلك بالرغم من أن المنافسين في الدول المجاورة تتزايد نسب التشغيل في مطاراتهم سنة بعد أخرى بنسب كبيرة جدا بالرغم من ثبات معدلات النمو السكاني لديهم أو تزايدها بنسبة بسيطة جدا بالمقارنة مع وضعنا في المملكة، فنحن وحسب بعض الإحصاءات التي تشير إلى أن نسبة النمو السكاني تصل 4% سنويا. مطار الملك عبدالعزيز الحالي أيها الإخوة يخدم حاليا حسب أغلب المصادر 17 مليون مسافر تقريبا وبعد ثلاثة أعوام فقط ستكون الصالة الأولى أو المرحلة الأولى في المطار الجديد جاهزة لخدمة 30 مليون مسافر. فهل تم التخطيط لذلك، وهل وضعت خطط لضمان تدفق ووصول 30 مليون مسافر. أم أننا سنستمر نقول (يجب أن نركز في البناء حاليا وأما التشغيل فلكل حادث حديث). وهل بدأنا نفكر في المرحلة الثانية للمطار كتفكير مستقبلي استراتيجي؟.. 1 هل فكرنا فيمن سيشغل المطار، وهل فكرنا في تكثيف جداول رحلات الطيران الداخلية والدولية لنشغل المطار بزيادة مرة ونصف على الوضع الحالي؟ 2 هل فكرنا في الموافقة لشركات طيران أخرى بتشغيل رحلات مجدولة وموسمية؟ 3 هل فكرنا في أن نستوعب أبناءنا ضمن بعثات خادم الحرمين الشريفين في إدارة مئات المكاتب والمواقع داخل هذا المرفق المهم؟ 4 هل فكرنا في أن نستغل موقع المملكة الاستراتيجي وموقع جدة لنفعل تأشيرة الترانزيت؟ 5 هل فكرنا في تطوير خدمات تأشيرة العمرة لتكون متوافقة وتوجيهات القيادة الحكيمة، وهل يمكن أن نوفر للراكب المسلم أثناء تحركه من أوروبا وأمريكا وأفريقيا إلى الخليج وآسيا واستراليا فرصة توقف لأداء العمرة أثناء مروره بأجواء المملكة؟ 6 هل فكرنا في كم من المكاسب الأخرى التي ستتحقق لنا في فتح الأجواء ضمن إطار شريعتنا ومصالحنا واستثماراتنا وأنظمتنا؟ 7 هل فكر الناقل الوطني (الخطوط السعودية، ناس، سما، في أن تزيد من رحلاتها الداخلية والدولية وتزيد من أسطولها). هل فكرنا نحن القيادة الوسطى التنفيذية في كل ذلك خاصة ونحن نمتلك قيادة حكيمة متطورة منفتحة لا تألو أي جهد لتطوير الخدمة وتوفيرها للمواطن والمقيم ؟.. بالطبع أسئلتي هذه أوجهها أولا لمعالي وزير التخطيط ولصناع القرار في الوزارات والهيئات ذات العلاقة وللجنة النقل في مجلس الشورى ثانيا. وأرجو أن تكون كل أسئلتي قد تم العمل عليها منذ فترة، مؤكدا لمعالي وزير التخطيط أنه لو تم حل مشكلة تأشيرة العبور الترانزيت فسنحقق ما استفادت منه مطارات مجاورة من سوقنا الكبير والضخم، فمطار دبي على سبيل المثال نسبة الركاب الترانزيت تتجاوز 80% من إجمالي المسافرين، وقد استغل المنافسون في الدول الخليجية هذه الميزة لصالحهم كوننا لم نستغلها. [email protected]