نفى مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين تشكيل لجنة لحصر أضرار السيول في مكةالمكرمة نتيجة الأمطار التي شهدتها على مدى اليومين الماضيين، مشددا على عدم الحاجة التي تستدعي ذلك. وأوضح ل«عكاظ» أنه لم يتقدم للدفاع المدني أي من المواطنين المتضررين، والأمطار التي هطلت على مكةالمكرمة لم تتجاوز نسبتها 13 مل، ولم تسجل الأمطار الغزيرة سوى في منطقة النوارية، لكن في الوقت نفسه لمسنا جدوى وفعالية في شبكات تصريف السيول في مناطق شارع الحج والهجرة قياسا بالأمطار التي هطلت مؤخرا، مضيفا أنه: «رصدت فرق الدفاع المدني مشاكل جراء هطول الأمطار في النوارية وزهرة العمرة والفيحاء وسوف يتم إبلاغ الجهات التي لها علاقة مباشرة بقنوات تصريف السيول، ولم يستدع الوضع إخلاء أحياء أو منع الوصول إليها». وحول احتجاز أهالي في منطقة النوارية، أكد أنه لم يتلق أي بلاغ، واعدا بالتدخل ومتابعة الأمر. وبين أن شركة الكهرباء قامت بربط جميع محطات الكهرباء في مكةالمكرمة بنظام استشعار عن بعد وفي حال تعرضها لأي أضرار ناتجة عن الأمطار والسيول يتم فصلها عن الخدمة أتوماتيكيا.. وأشار إلى أن هناك مناطق في مكةالمكرمة لم تصلها مشاريع تصريف مياه السيول: «ولا نستطيع تقييم مشاريع تصريف السيول التي تم إنجازها في العاصمة المقدسة، نظرا لكون كميات مياه الأمطار التي شهدتها مكةالمكرمة ليست بمقياس لتجريب الشبكات بشكل كامل، لكننا لاحظنا عدم وجود لتجمعات الأمطار في بعض المناطق التي كانت تشكل خطرا حقيقيا لتجمعات مياه الأمطار. وكشف أربعين أن أمانة العاصمة المقدسة تعكف حاليا على معالجة مخاطر السيول والأمطار في 42 مخططا سكنيا في مكةالمكرمة قبل أن تشهد تنفيذ مشاريع لتصريف مياه الأمطار من خلال تحديد الأولوية للمخططات التي تتطلب تنفيذ مشاريع سريعة لشبكات التصريف، وهذه المخططات التي كانت إدارة الدفاع المدني حذرت من خطورتها في حال هطول الأمطار تخضع لمتابعة مستمرة من قبل المجلس البلدي. من ناحية أخرى، وفي الوقت الذي لا تزال فيه الغيوم السوداء تلبد سماء مكةالمكرمة، اختلط بكاء وصراخ أسر عدة محتجزه في حي النوارية عقب الأمطار التي شهدتها المنطقة أمس الأول، حيث أثارات أصوات إنذارات الحريق بالمحطة المجاورة لمنازلهم بعد أن عجزت فرق الطوارئ بالكهرباء إيقاف جهاز الإنذار الآلي، بعد أن تسبب تسرب سوائل من زيت المحطة في صوت الإنذار، فيما حاصرت كميات من المياه المحطة بشكل كامل ومنعت خروج الأهالي من منازلهم لارتفاع منسوب تلك المياه ولم تفلح معدات الشفط المائي التي وفرتها الأمانة في احتواء تلك المياه. ورصدت «عكاظ» ميدانيا أمس حالة المواطنين هناك وارتفاع منسوب المياه، حيث أكد عماد الصبحي (الابن الأكبر لإحدى الأسر المنكوبة) الذي سافر والده لطلب رزقهم أن الوضع ينذر بكارثة مطالبا بتدخل الجهات المعنية لإنقاذ أسرته المحتجزة داخل المنزل والمكونة من 14 فردا، حيث لا يزالون عالقين منذ 48 ساعة، مؤكدا أن المياه غمرت سيارتهم وجزءا من المنزل ما دفعه للخوف وقت هطول المطر ونزح بالأسرة إلى سطح المنزل، حيث حاصرتهم من كل الجهات ودخلت عليهم الزيوت المتسربة من محطة الكهرباء المجاورة لمنزلهم ويخشى عليهم الصعق الكهربائي حال تماس أعمدتها ومولداتها بالمياه، فيما لا يزال جرس إنذار المحطة يطلق صافراته، بعدما عجزت شركة الكهرباء عن إيقافه، نظرا لارتفاع منسوب المياه بالمحطة الى قرابة المتر ونصف المتر. وكذلك الحال مع المواطن حمزة السنوسي صاحب أحد المنازل المنكوبة بالمنطقة، مشيرا بيديه إلى ماتور شفط المياه وضعته الأمانة، وإلى جانبه جالون من البنزين بعد أن ذهب العمالة وتركوه يغرق وسط المياه. وطالب السنوسي الطالب بكلية الطب المسؤولين بسرعة السيطرة على المحطة التي انطلقت صافرات إنذارها منذ الأمس الأول وتشكل هلعا لسكان الحي. من ناحية أخرى، باشرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام أمس، تنظيف كافة الساحات من آثار الأمطار، بعد أن رفعت السجاد من صحن المطاف والأروقة التي تصلها المياه، مستخدمة الأرضيات البلاستيكية المانعة للانزلاق على جميع المداخل المؤدية للمسجد الحرام. من جهته، أكد ل«عكاظ» المستشار والمشرف على مكتب الرئيس العام محمد القويفلي أن إدارة نظافة المسجد الحرام تستعد ب300 من الآليات والمعدات، و700 عامل لإزالة آثار مياه الامطار، ما ساعد رواد المسجد الحرام على أداء المناسك، كما تم نقل موقع صلاة الإمام في المغرب الى تحت «المكبرية». من جانبه، أشار المتحدث الرسمي لرئاسة الحرمين الشريفين أحمد المنصوري إلى أن رئاسة الحرمين بكافة أقسامها مستعدة لأي ظرف طارئ حفاظا على سلامة زوار بيت الله. في جانب آخر، اجتاحت موجة غبار عاتية أمس العديد من أحياء مكةالمكرمة كالعوالي والعزيزية وشارع الحج، إلا أنه لم ينجم عنها أية إصابات أو أضرار بشرية أو مادية. فيما شهدت قرى شرقي مكةالمكرمة أمس هطول أمطار خفيفة ومتوسطة وامتدت من منطقة شرائع النخل حتى السيل الكبير، حيث انتشرت فرق الدفاع المدني ودوريات أمن الطرق على طول الطرق الرابط بين مكةالمكرمة والطائف. وأنقذت الفرق سيارة احتجزت تحت كوبري اليمانية بعد صلاة العشاء وباشرت أيضا انهيار جدار في منطقة الزيمة لم ينجم عنه أية إصابات. وبين ل «عكاظ» الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني العقيد على المنتشري أن الأمطار كانت خفيفة ولم تتسبب في حوادث تذكر، موضحا أن الجدار المنهار في الزيمة كان عبارة عن جدار بارتفاع ثلاثة أمتار وتسببت شدة الرياح في انهياره فيما لم تسجل أية إصابات تستدعي التدخل العاجل لفرق الإنقاذ. وشهدت محافظة جدة البارحة عواصف ترابية نتيجة نشاط الرياح السطحية، في وقت أوضحت الرئاسة العامة لأرصاد أن موجة الغبار تستقر اليوم. وأوضح المتحدث في الخطوط السعودية عبدالله الأجهر أن حركة الطيران لم تتأثر نتيجة موجة الغبار، وكانت رحلات الإقلاع والهبوط وفق الجدول بصورة طبيعية. وشهدت المنطقة الجنوبية أمس الأول أمطارا تراوحت بين الغزيرة والمتوسطة والخفيفة، تسببت في غرق ثلاثة أشخاص في محافظة تثليث شرق منطقة عسير 200 كيلومتر، وانتشل الدفاع المدني بالمحافظة جثثهم بعد أن جرفتها السيول. وكانت السيول والأمطار الغزيرة المصحوبة بزخات من البرد قد داهمت تثليث وعددا من المراكز والقرى، وتمكنت فرق الدفاع المدني وبمتابعة محافظ تثليث محمد بن مشحن العثيم في ساعة متأخرة من البارحة الأولى من العثور على ثلاث جثث إحداها لشاب في الثامنة عشرة من عمره، واثنتين لطفلين أحدهما عمره خمسة أشهر. تأهب الطائرات في 4 قواعد .. الفريق التويجري ل «عكاظ»: تطبيق خطة الطوارئ لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول عبدالله الحارثي (جدة) كشف مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري عن تطبيق الخطة العامة لطوارئ الأمطار والسيول في المناطق للحفاظ على الأرواح والممتلكات. وأوضح ل «عكاظ» أن إعلان الخطة تتم بتوجيه أمراء المناطق وتطبيقها يتم مع جميع أجهزة الدولة والشركات والمؤسسات وفق اللائحة المعدة. وبين الفريق التويجري أن الخطة تعتمد على دراسات علمية وجيولوجية مسبقة من رجال الدفاع المدني بالتعاون مع الجامعات والوزارات المعنية وتشارك فيها القطاعات الحكومية والأهلية والمتطوعون. وذكر مدير عام الدفاع المدني أن هناك خطة تشارك فيها كافة القطاعات في حالة استنفار كامل كما حدث في سيول رنية في العام 1413ه عندما طبقت لإنقاذ 430 أسرة من الموت المحقق والسيول الجارفة وطبقت أيضا في مناطق جازان والطائف والقنفذة ووادي الدواسر وغيرها. وأشار إلى أن الحوادث تقع في أي منطقة معتبرا أننا جزء من العالم ما يحدث لديهم قد يحدث لدينا. واستدرك بقوله «أدخلنا هذا العام معدات جديدة تم شراؤها للإنقاذ والإخلاء بينها قوارب وآليات ثقيلة ودخلت الخدمة للمساهمة في المهمات المناطة برجال الدفاع المدني». وأضاف أن طيران الأمن يعمل في 4 قواعد في حالة تأهب وعلى جاهزية عالية لمواجهة طوارئ الأمطار والسيول وتم دعمه بطائرات حديثة متعددة الأغراض في الأمن والإسعاف والإنقاذ ويشرف شخصيا على عملها، وتتحرك الطائرات في وقت وجيز لمباشرة الحوادث، مؤكدا بأنها من أفضل الطائرات في العالم في التجهيز والتدريب وتأهيل الطيارين الأكفاء. الطقس اليوم: سحب ركامية وأمطار وضباب محمد داوود (جدة) توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرار تواجد السحب المنخفضة والمتوسطة اليوم على معظم مناطق المملكة، ويتوقع تكون السحب الركامية وأن تهطل منها أمطار رعدية قد تصحب بزخات من البرد تسبق بنشاط في الرياح السطحية، وذلك على مناطق جازان، عسير، الباحة، ومكةالمكرمة تمتد إلى مناطق المدينةالمنورة، القصيم، حائل، والحدود الشمالية. كما يتوقع هطول أمطار رعدية خاصة في الأجزاء الشمالية والغربية من منطقتي الرياضوالشرقية، مع فرصة تكون الضباب في ساعات الصباح الباكر على المدن الجبلية والساحلية من البحر الأحمر والخليج العربي. وبينت الرئاسة أن الرياح السطحية في البحر الأحمر ستكون جنوبية غربية إلى غربية بسرعة 15 – 35 كم/ساعة، اما ارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج، أما في الخليج العربي فإن الرياح السطحية ستكون شمالية إلى شمالية شرقية بسرعة 10 – 30 كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج.