الإثارة الصحافية، وسيلة من الوسائل التي تستخدمها الصحافة لجذب القارئ، وشدة انتباهه إلى معطيات المادة الصحافية.. خاصة منها الخبر الصحافي الذي يهم الرأي العام، أو يهم فئة في المجتمع يمس الخبر معيشتهم، أو يتعلق بشخصية بارزة. وأول ما يشد القارئ إلى الخبر عنوانه. فالصحيفة تعنى عناية خاصة بصياغة العنوان باعتباره المدخل الرئيسي للخبر لذلك يجب أن تتوفر فيه مواصفات أهمها مطابقة العنوان لمضمون الخبر.. بحيث يعبر عن معنى الخبر تعبيرا تاما، ويدل على أهم حدث فيه. كما يراعى في العنوان ما يثير القارئ ويشوقه ويحضه على قراءة الخبر (بينما العنوان العريض «المانشت» في الصفحة الأولى يحفز القارئ على شراء الصحيفة). على أن الإثارة الصحافية في العنوان لا ينبغي أن تصل إلى حد المبالغة والمغالاة حتى لا يناقض العنوان الخبر.. فيصبح العنوان في وادٍ والخبر في وادٍ آخر، فيفقد الخبر دقته ومصداقيته وموضوعيته. وهذا ما حدث لعنوان خبر نشرته إحدى الصحف في الصفحة الأولى .. عنوان الخبر يهم المبتعثين إلى خارج المملكة.. هذا نصه: العنوان الفرعي: «الانتهاء من 46 صفحة لدعم الحضانة.. العنوان الرئيسي: «زيادة رواتب ومخصصات المبتعثين» .. بينما جاء في متن (مضمون) الخبر: «كشفت مصادرنا الخاصة عن أن هناك لجنة من الجهات المختصة (تدرس) عددا من المشكلات المتعلقة بالمبتعثين ومنها زيادة الرواتب ومخصصات الحضانة... إلخ». إذن فكلمة (تدرس أو دراسة) قد أغفلها المحرر في العنوان.. موحيا للقارئ أن زيادة رواتب المبتعثين قد تمت وأقرت كحقيقة وليست دراسة تجريها الجهات المختصة. إن محرر صياغة عنوان هذا الخبر لكي يجذب القارئ إلى قراءته و(يجره) جرا إلى ذلك، أوحى إلى القارئ بأن الزيادة قد حدثت، وفعل ذلك على حساب جوهر الخبر الذي يشير في حقيقته إلى أن زيادة المبتعثين مازالت تحت الدراسة ولم يصدر بشأنها قرار بعد !! خلاصة الأمر .. إن المحرر لم يدرك أن العنوان بالصياغة التي نشر بها يؤدي إلى تضليل القارئ وحيرته في ماذا يصدق الخبر أم العنوان!.. مؤملا أن لا ينعكس ذلك على مصداقية النشر. غير أنه للحق، فإن هذه المصداقية توفرت في الخبر وعنوانه في الصفحة الثانية من العدد نفسه، فقد تطابق العنوان والخبر الذي جاء عنوانه: «لجنة وزارية لدراسة زيادة رواتب وبدلات الندرة والحضانة للمبتعثين» . على أنني حين أبدي هذه الملاحظة التي فاتت على المحرر، لا ضير عندي أن أتقمص شخصية المحرر.. محاولا صياغة العنوان بما يتطابق مع المعنى الحقيقي للخبر.. مع حذف كلمة «مخصصات» حتى تتساوى مساحة العنوان التالي مع مساحة العنوان الذي حرره محرر الصحيفة: عنوان فرعي: «لجنة من الجهات المختصة تجري: » عنوان رئيسي: «دراسة لزيادة رواتب المبتعثين » لعل مثل هذا العنوان يحقق انطباق العنوان على أهم عنصر في الخبر (وهو دراسة الزيادة)، وبالتالي يحقق المصداقية المطلوبة للعنوان، ومن ثم يحقق مصداقية الصحيفة في موادها الصحافية التي تطرحها على قرائها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة