لا يخفى على الكل أن المرأه هي نصف المجتمع .. وهي سيدة الماضي والحاضر والمستقبل .. فلا تستمر الحياة إن خلت من النساء . لأنهن كل لا يتجزأ من هذا المجتمع المتكامل بذكوره وإناثه .. والتاريخ مليء بقصص النساء العظيمات عبر التاريخ. ومنهن من غيرت العالم بذكائها وعلمها وثقافتها ودينها .. نساء أعطوا الأمة بلا مقابل .. وسطرت اسماؤهن بالذهب وبقين في الذاكرة على مر السنين .. وخيرهن على الإطلاق السيدة عائشه زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها والسيده خديجة رضي الله عنها وهي أول من أسلم وهي من كانت لرسول الله الزوجة الصالحة قبل نزول الوحي عليه وبعده .. ومريم العذراء أم نبي الله عيسى عليه السلام .. وآسيا زوجة فرعون المؤمنة الصالحة وغيرهن كثير .. وما زال الخير في النساء إلى قيام الساعة بإذن الله .. ولكن ما يحزن القلب أن أرى في وطني من ينتقص من حق المرأه بأشكال عديدة .. من تجربتي الشخصيه تأتيني آراء غريبة وعجيبة من بعض الرجال فيها الانتقاص من المرأه المثقفة والمتعلمة خصوصا، ولا أعلم لماذا ؟ وكأن العلم والثقافة ورجاحة العقل مختصة بالرجال دون النساء .. وكأن المرأة كائن غريب يجب أن يبقى ضعيفا وهزيلا ولا يجرؤ على المناقشة أو التعلم أو الاستزادة في الدين .. وأمثال هؤلاء يعتنقون افكارا رجعية ما أتى الله بها من سلطان. لأن المرأة شريكة الرجل في كل شيء مع حفظ الفروقات بين الجنسين .. فأنا لست ممن يدعون إلى مساواة الرجل بالمرأه أبدا بل اعتبر ذلك إهانة للمرأه وأيما إهانة .. لأنه مهما حدث فإن الرجل يبقى رجلا بقوامته وصبره وقوته والمرأة تبقى امرأة بأنوثتها وحنانها وعواطفها .. ولكنني أيضا من أشد المدافعات عن حقوق المرأة المشروعة في العلم والثقافة وحسن الرأي ومشاركتها في تطوير المجتمع والوصول به الى مصاف دول العالم الاول .. فنحن معشر النساء لسنا سطحيات او بدائيات مثل ما يعتقد الرجل الشرقي .. وليس كل النساء همهن الأوحد المأكل والمشرب والمطبخ والأسواق فقط .. بل فينا من تجمع بين ذلك والعلم والثقافة والنجاح في العمل ايضا .. بل إني دائما أحث بنات جنسي أن يجمعن بين الفن في الطبخ والأناقه في الملبس وحب التعلم والقراءة وتثقيف النفس بكل ما هو مفيد في دنياها وأخراها .. ولنا في الدكتورة رقية المحارب مثال رائع في عصرنا الحاضر فهي ممن أثنى عليهن الشيخ بن باز رحمه الله .. وهي امرأة مثقفة ومتدينة ومتواضعة أيضا. فاتن الغامدي