لفح هنالك يمتطي الصحراء يحدوه الهجير ولظى بحضن الرمل يفترش الفيافي مستجير وضراوة كالمهل تنهش في جبين الأفق تدمي مقلة الكثبان تغتال النسائم والعبير وربى تطمئن بعضها أن احتلال القحط يتلوه انفتاح أبيض سيقوده يوم مطير لكن هذا الأبيض المرجو لم يأت ولن يأتي فكل خيوله شاخت وأقعدها المسير والشوط في حر الهجيرة يشرب النضاح من دمع الصهيل والحمحمات تثاءبت مدت يديها اسبلت رجلا ورجل لا يزال بخطوها جور النهار وسيرها العاتي إلى عدل الأصيل يأس تدثر بالرمال مترصدا أمل الرجال فكأنما عيناه مدت في فضاء الله تعقد ما تفكك من خيوط وتلملم الآمال من صدر الصحارى حين بعثرها القنوط يا كل هذا اللافح الحراق رفقا بالخليقة لم يعد هذا السراب محفزا لظمى الحقيقة حين أربكه السؤال ما عاد في هوجاء رملك ميت أحجية تكفنه يمين الغيب حين ألح في فضح المآل ما عاد في نغم الحياة صدى يرجعه انكسار الحلم لو شطت به كف الرمال شعر: زكي السالم