أكد الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في المحاضرة التي ألقاها البارحة في مقر النادي الأدبي في جدة والتي حملت عنوان (التحولات الثقافية ثقافة ما بعد العولمة) أن العالم لم يغزنا فكريا وإنما نحن ذهبنا إليهم وحرصنا على تقليدهم في البحث عن السينما وغيرها، وقال «لا يمكن أن يكون للمواطن السعودي مكان في العالم إلا بالإسلام الحق». وأضاف أن العصر الحالي تجاوز العولمة وبات في عهد ما بعد العولمة وأن العالم أضحى على كف شاشة، ولا وجود للخصوصية التي يتحدث البعض عنها، «لأنها تتكون أحيانا لعوامل ثم تنتهي بانتهاء الظرف». ولفت في محاضرته التي شهدت حضورا كثيفا من مثقفي ومثقفات جدة، ونقلت مباشرة لجميع الاندية الادبية في المملكة، إلى أن الثقافة لم تعد محلية بل كونية وأنها تتغذى على عناصر غير ثقافية أحيانا ومن ثم تتحول إلى ثقافة. وأضاف أن «القيم العليا التي نظن أنها من اختصاصنا فقط يختص غيرنا بها دون أن ندرك فأصبحنا في عالم مشترك بعيدا عن الخصوصية». كما ذكر الغذامي أن الهوية غير موحدة، إذ تختلف داخل كيان الأسرة الواحدة. وتطرق عبر محاضرته إلى الاحتساب، مشيرا الى أنه جزء أساس من الثقافة الإسلامية، وإلى أهمية إدراك ثلاثة مصطلحات فيها وهي؛ الاحتساب، والقاضي، والشرطة، مبينا أن الإشكال عند ممارسة المحتسب للأدوار الثلاثة، إذ على المحتسب النصح دون استخدام القوة والمنع. وذكر أن المنادين بالليبرالية إنما هم أدعياء ولا يعونها أو يمثلونها حقا، منوها إلى أن كلمة هوية بدعة ثقافية إذ لا يصح إطلاق لفظ الهوية الوطنية بل الاقتصار على كلمة الوطنية. وعن تعدد الثقافات قال الغذامي انها أصبحت فوبيا داخل المجتمع العربي. وفي نهاية المحاضرة دشن الدكتور الغذامي الهوية المؤسسية للنادي الادبي في جدة.