أقف محرجا من نفسي في أحيان كثيرة عندما أبدأ بمراجعة مواقف العجز أمام تحقيق أحلامي، أدور في متاهات الظروف من حولي كي أجد مبررا أخرج منه بقناعة أنني عملت كل ما لدي. أرتدي قناعا من الثقة يخدر مشاعري تجاه محاولة التغيير مرة تلو الأخرى. ولكن في لحظة يسقط هذا القناع وينكشف العجز والفشل واضحا جليا في حضور من هم أولى بالتبرير لأنفسهم، أولى بالتوقف عن أي محاولة، أشخاص يحرجون الآخرين حولهم بما لديهم من طموح وحماس لتحقيق كل أحلامهم. شعرت بذلك عند لقائي بمجموعة من شباب منطقة نجران، شباب أكثر كمالا من أي شخص يتولد لديه ذلك الانطباع الذي يخلق عند أول لقاء معهم. نعم هم من «ذوي الإعاقة» ولكن أمامهم نصبح نحن المعوقين عن السعي والمثابرة لتغيير واقعنا ومساعدة غيرنا. أمامهم شعرت بالشفقة تجاه نفسي، وتجاه كل الأصحاء _ إن صح التعبير _ الذين يستسلمون لظروف النقص في واقعهم دون محاولة لتغييرها. تلك المجموعة سعت حثيثا حتى حققت أول خطوات النجاح في تأسيس جمعية أهلية تعنى بشؤونهم وتكمل النقص الحاصل من قبل الجهات المختصة. جمعية الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز لذوي الاحتياجات الخاصة (شمعة أمل) جمعية ناشئة وحديثة في منطقة نجران تعنى بتقديم الدعم والمساعدة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لهم أهداف كبيرة وطموحات رائعة لجعل تلك الفئة فاعلة ومنتجة ومكتفية ذاتيا في مجتمعها. كان خيارهم الأول كداعم لهم هو «بشير الخير» صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، كونه صاحب المواقف الإنسانية الرائعة التي أشعلت في نفوس أبناء المنطقة شموع التفاؤل تجاه مستقبلهم. ويأتي دعم سموه مكملا لدعم وزارة الشؤون الاجتماعية لهذه الجمعية، وأتمنى أن يلحق بقافلة الداعمين _ وعلى رأسها أميرنا _ كل القادرين من أبناء المنطقة سواء التجار أو المثقفين لتقديم دعمهم المعنوي أو المادي لهذه الجمعية المؤسسة حديثا كي تنمو سريعا وتحقق أهدافها في خدمة أبنائنا وإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة.