تمر المجالس البلدية في مرحلة عنق الزجاجة التي من خلالها يمكن أن تكسب ولاء المواطنين الذين تقاطروا على صناديق الاقتراع في دورة سابقة وأخرى حالية، أو أن تخرج بعد كل هذه الثقة التي منحها المواطنون لها بخفي حنين كما يقال، باعتبار أن المؤشر يقاس بمقدار المنجزات. وبعد أن وضعت الدورة الأولى من هذه التجربة رحاها وبدأت عجلة الدورة الثانية في الحراك، توسعت قاعدة الثقافة الاجتماعية المدركة بأهمية الدور الحيوي للمجالس البلدية في الارتقاء بالخدمات مع توسع سقف المطالب لتلك المجالس ببذل المزيد من الرقابة على المشاريع، المطالبة بالحقوق والعمل بعيداً عن تقاطع المصالح بين المجالس البلدية والأمانات بما يضمن تحقيق الغاية من تلك المجالس. وفي كل مجلس اجتماعي يكاد لا يخلو الحديث عن المجلس البلدي، حيث تحولت أمسية تكريم أقامها الدكتور عبدالله سالم في مكةالمكرمة احتفاء بعضو المجلس البلدي خالد أبو حفاش، إلى ورشة عمل حول المطلوب من المجلس في المرحلة المقبلة بمشاركة نخبة من المسؤولين والمثقفين والأكاديميين من أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى. رئيس مجلس إدارة جمعية مساعدة الشباب على الزواج الشيخ عبدالعزيز بن حنش تساءل في مداخلة له عن الدور الرقابي للمجلس البلدي، مطالباً بأن يكون هو الأبرز، ولا سيما مع المشاريع الضخمة التي تخدم المواطنين. أما العميد محمد سعيد فأشار إلى أن المجلس يعد حلقة من حلقات متتابعة في الخدمات البلدية، مشيراً إلى أن إقبال الناخبين في الدورة الثانية كان منخفضاً لمسببات منها غياب الرؤية لدى المواطن عن صلاحيات المجلس ودوره في إصلاح الخدمات البلدية. اللواء راشد بن زنان والشيخ فيصل بن زنان، أكدا أن المجلس البلدي يمثل همزة وصل بين المواطن والمسؤولين في البلديات لذا لا بد أن يقوم بدوره على أكمل وجه، وقالا: «على المجتمع التفاعل مع المجالس البلدية وعدم الركون لثقافة الإحباط والسلبية، فالمجالس لها صلاحيات تخولها معالجة العديد من القضايا التي تمس حاجات المواطنين وهمومهم اليومية، وعلى أعضاء المجالس العمل وفق هذه المطالب بما يخدم الصالح العام». عضو المجلس البلدي في أمانة العاصمة المقدسة خالد أبو حفاش قال معلقاً على تلك المداخلات: «لا شك أن كل هذه المطالب هي محل النظر لدى المجلس وأعضائه، ونحن نضع نصب العين مصلحة المواطن، لكن ما هو مطلوب في المرحلة المقبلة هو التعاون البناء والثقة المتبادلة، فبدون أصوات المواطنين لا يمكن للمجالس كشف مكامن الخلل، لهذا فالمسؤولية مشتركة، والمرحلة الثانية من عمر المجالس البلدية ستكون فاعلة وهادفة».