أكد مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم، في حوار مع «عكاظ» أن الخطوط السعودية وظفت كافة المتدربين الذين درسوا على حسابهم الخاص، من الطيارين الذين اجتازوا الاختبارات والتحقوا فورا بالعمل، والذين بلغ عددهم 153 متدربا، مؤكدا أن الحديث عن رفض «السعودية» استيعاب «سبعمائة طيار» رقم غير دقيق. واعترف الملحم أنهم لم يستوعبوا قلة من المتدربين لعدم اجتيازهم لاختبارات السلامة المطلوبة، رغم أنهم منحوا أكثر من فرصة، وأشار إلى أن متطلبات السلامة خطوط حمراء ومحاذير لا يمكن تجاوزها في هذا العمل، لاننا نستند في ذلك على متطلبات السلامة أولا وأخيراً.. وأضاف: لن نتأخر عن توظيف من تنطبق عليه الاشتراطات المطلوبة. وكشف المحلم، عن أن الخطوط السعودية تمر حالياً بعمليات توسع كبيرة، متوقعا أن يصل عدد المسافرين الذين ستقلهم إلى 18 مليون مسافر، لافتا إلى أن «السعودية» دعمت أسطولها ب 90 طائرة، وذلك نسبة للطلب الكبير على السفر، خاصةً على القطاعات الداخلية، وأضاف: «لن يكون بمقدورنا مواكبة الزيادة الكبيرة في الطلب على السفر والاستخدام الأمثل للطائرات إلا بالتوسع في توظيف الطيارين من داخل المؤسسة ومن جميع أنحاء العالم، مبينا أنهم يبحثون عن الطيارين المؤهلين في جميع الأسواق، الذين تتوفر فيهم معايير وشروط تحددها الهيئات الرقابية، مثل وكالة الطيران الفدرالية (FAA)، والهيئة العامة للطيران المدني السعودي. وقال الملحم إن هذا الاحتياج يعني أنه لا توجد لدينا قوائم انتظار، لافتا إلى أنهم فتحوا برنامجا لتدريب الطيارين عندما لمسوا الحاجة المستقبلية لهذه المهنة، مبينا بأنهم يستقبلون الخريجين من تلك البرامج ويبتعثونهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وأوضح الملحم، أنهم بعثوا مائة طيار لدراسة الطيران وعلومه في خارج المملكة. • في كل عام من فترة الإجازة الصيفية تحدث مشكلات واختناقات في رحلات الخطوط السعودية، خصوصا فيما يتعلق بعمليات الحجز وتأخير الرحلات.. ترى كيف سيكون الأمر في هذا الصيف؟ • نعترف أن العام الماضي حدث تراجع في أعداد الرحلات الداخلية، ولكن اليوم الأمور تغيرت للأحسن مع وجود أسطول الطائرات الجديدة وتفعيل عمل القطاعات الفنية الأخرى، وهذا يعني أننا استطعنا وضع جدولة لرحلاتنا الداخلية والخارجية دون أدنى مشكلات، ولا أذيعك سرا إن قلت لك إننا بدأنا المرحلة الأولى لهذا الجدول منذ بداية العام الماضي، وقد انتهينا منه في أغسطس 2011م، إلى جانب إعادة الهيكلة في المدينةالمنورة.. أعتقد الآن قلت الاختناقات من الفترة السابقة.. ندرك أنه في إجازة الصيف هذا العام ستكون هناك طلبات كثيفة للغاية على رحلات «السعودية»، لكنني أطمئن الجميع لقد استعدينا لكل ذلك بشكل جيد، أؤكد لك أن ركاب «السعودية» هذا العام لن يجدوا أدنى مشكلات في الحجز أو تأخير مواعيد الإقلاع، في ظل وجود الرحلات المتتابعة، وإعادة هيكلة عمليات الحجز واوقات الحجز وشراء التذاكر، كل هذا أعطى إمكانيات كبيرة لسعة الركاب، لقد أدى كل ذلك إلى توفير مقاعد في النظام كانت تهدر لعدم حضور المسافر. في العام الماضي خططنا لزيادة عدد المسافرين بتسفير مليون راكب، زيادة عن العام الذي قبله، وفي هذا العام (2012م) نخطط للوصول إلى 18 مليون مسافر في المملكة، ونتوقع أن يزيد العدد في الرحلات الداخلية المحلية نسبة لوجود بعض المصاعب والاضطرابات في المنطقة، وقد دفعتنا تلك التغيرات إلى هيكلة رحلاتنا المتجهة لتلك الدول، وسنعمل في الاستفادة منها الى مناطق وأسواق أخرى، وبالفعل زدنا معدلات رحلاتنا إلى أمريكا، وقد زاد الطلب حقيقة من قبل المسافرين لتلك الوجهة وقد لحظنا ذلك في مستوى الحجوزات، كما زدنا رحلاتنا إلى دول أوروبا وماليزيا عبر أسطول الطائرات الجديدة. • هناك طيارون سعوديون درسوا على نفقتهم الخاصة وعادوا وتقدموا للعمل في الخطوط السعودية، ولكنكم رفضتم تعيينهم في الوقت الذي تنشرون فيه إعلانات في الصحف الهندية، لحاجتكم لأكثر من مئة طيار على وجه السرعة .. لماذا ترفضون تعيين الطيارين السعوديين ..وكيف تفسرون لنا هذا التناقض؟ • الخطوط السعودية حريصة كل الحرص على توظيف جميع السعوديين المستوفين لشروط ومتطلبات القبول للعمل كطيارين، ولكنها في ذات الوقت تتطلع إلى مقتضيات السلامة التي لا يمكن التساهل فيها مهما كان المبرر. والشاهد في الأمر أننا في الخطوط السعودية قبلنا حوالي 351 متدرباً من دارسي علوم الطيران على حسابهم الخاص، ومنذ انطلاق البرنامج في العام 2007م وحتى نهاية العام 2011م وجميعهم عملنا لهم برنامجا تدريبيا دقيقا لتأهيلهم كمساعدي طيار، بالتأكيد منهم من لم يتم قبوله وهذا يعني أنهم لم يجتازوا الاختبارات التي اجتازها غيرهم، رغم أنهم منحوا أكثر من فرصة. أما البحث عن الطيارين غير السعوديين، سواء من الهند أو من أي دولة أخرى، فهذا مرتبط بما تمر به الخطوط السعودية حالياً من توسع كبير، حيث دعمنا أسطولنا ب 90 طائرة ، ويقابل هذا التوسع طلب كبير على السفر خاصةً على القطاعات الداخلية، ولن يكون بمقدور الخطوط السعودية مواكبة الزيادة الكبيرة في الطلب على السفر والاستخدام الأمثل لطائراتها، إلا بالتوسع في توظيف الطيارين من داخل المؤسسة ومن جميع أنحاء العالم، حيث تبحث الخطوط السعودية عن الطيارين المؤهلين في جميع الأسواق وبمعايير وشروط تحددها الهيئات الرقابية، مثل وكالة الطيران الفدرالية (FAA)، والهيئة العامة للطيران المدني السعودي، والتي تحدد الشروط الواجب توفرها في الطيارين على المستوى العالمي، بغض النظر عن جنسية الطيار، وتشمل تلك الشروط الرخص التي بحوزة الطيار وساعات طيرانه الفعلية وسجله العملي واجتيازه للاختبارات اللازمة وقدراته اللغوية وخلافها.. وكما قلت لك هناك محاذير وخطوط حمراء في هذا العمل لا يمكن تجاوزها، لأننا نستند في ذلك إلى متطلبات السلامة أولا وأخيراً. • هذا يقودنا لنسأل عن عدد الطيارين في الخطوط السعودية.. ما نسبة السعوديين منهم؟ • يعمل لدى الخطوط السعودية حالياً 788 طياراً من ضمنهم 680 طياراً سعودياً، أي أن نسبتهم 86%، كما يعمل لديها 673 مساعد طيار من بينهم 652 سعودياً أي بنسبة 97% من إجمالي عدد مساعدي الطيارين، ما يدل على أننا نحتاج إلى زيادة تدريب الخط الثاني من المساعدين لتغطية الاحتياجات المستقبلية. • إذا حدثنا عن الكيفية التي تقبلون بها الطيارين للانضمام إلى الخطوط السعودية؟ • معظم الطيارين الذين يعملون لدى الخطوط السعودية، تم ابتعاثهم من قبل المؤسسة للدراسة والتدريب، كما تقوم الخطوط السعودية باستيعاب معظم الذين درسوا الطيران على حسابهم الخاص في معاهد معترف بها، ومن ثم تدريبهم قبل تعيينهم كمساعدي طيارين، كما يتم توظيف الطيارين من بين الكوادر التي تمتلك الخبرة اللازمة، شريطة أن يكونوا قد أدوا عدد ساعات الطيران المطلوبة عالميا. • لابد أن لديكم رؤية خاصة بعملية البرامج التدريبية التي يشترط تجاوزها من قبل الدارسين على حسابهم الخاص للانضمام للخطوط السعودية؟ • بعد قبول المتدرب الذي درس الطيران على حسابه الخاص وهنا أقول متدرب لأن الدراسة النظرية والتدريب على الطائرات بمحرك واحد لا تعني أن ذاك الشخص أصبح طياراً، وإنما متدرب طيران في مجال الطيران التجاري والطائرات النفاثة، وبعد قبوله يتم تدريبه عبر ثلاث مراحل رئيسية تستغرق 9 أشهر تقريباً. • هذا يعني أن مساعد الطيار يمر بمراحل عديدة قبل أن يتم تأهيله.. حدثنا عن هذه المراحل الخاصة بمساعد الطيار قبل أن يصبح قائد طائرة؟ • يمر مساعد الطيار بالعديد من المراحل للتأهل لقيادة الطائرات ومنها التدريب الابتدائي على الطيران النفاث لمدة سنة ثم التدريب على طائرة امبراير 170 لمدة 1.000 ساعة طيران، ثم ستة أشهر من التدريب الانتقالي على طائرات ايرباص 320 ثم الطيران لمدة (1.000) ساعة على الأقل، وبعد ذلك، ينتقل للتدريب على طائرات بوينج 777 من خلال ستة أشهر تدريب انتقالي وطيران لمدة 2.000 ساعة على الأقل، وتستغرق الفترة إجمالا نحو 10 سنوات يكون مساعد الطائرة قد طار لمدة 4.000 ساعة على الأقل كمساعد طيار قبل الترقية إلى قائد طائرة من الفئة B. • بعد التأهل لقيادة الطائرة.. ما المراحل التي يمر بها ليصبح قائد طائرة؟ • بعد مراحل التأهيل التي تستغرق 10 سنوات يبدأ التدريب الابتدائي كقائد طائرة من طراز امبراير 170 لمدة ستة أشهر ثم الطيران لمدة 1.000 ساعة على الأقل، وتدريب ابتدائي كقائد طائرة ايرباص 320 والطيران لمدة 500 ساعة على الأقل، وسنتين إضافيتين للترقية إلى طائرات الفئة D يتطلب ما مجموعه 2.500 ساعة كقائد طائرة على الطائرات من الفئة الأقل، وينتقل بعد ذلك للتدريب الانتقالي لمدة ستة أشهر على طائرات بوينج 777 ، ويستغرق مساعد الطيار في عملية التأهيل إلى طيار مدة 16 سنة ليتأهل بعدها كقائد طائرة من الفئة. • مهندس خالد .. موظفو الصفوف الأمامية مجمدون في وظائفهم دون أي حوافز..ماذا أعددتم لهم؟ • غيرنا سلم رواتب موظفي الخدمات الأرضية وطورناه، وزدنا الحدود الدنيا للرواتب أكثر من 10 بالمائة، وكذلك بدل السكن وهناك حوافز للإنتاجية، ونحن نسعى لتطبيق الأنظمة الجديدة، حيث نتبنى حوافز للإنتاجية، لأنك اليوم لا ترغب في موظف يأتي للعمل ولا ينتج، أو موظف يتغيب، ولكن ترغب في موظف يأتي إلى العمل ويعطي الإنتاجية المطلوبة بالخدمة المميزة وتقديمها للعميل. ولو نظرنا اليوم إلى أي صناعة تجد صناعة الطيران من الصناعات القليلة التي يتعامل فيها العميل مع الشخص، سواء في المطارات أو الطائرة، ونحن نرغب في تقديم مستوى خدمة لائق بالمسافر، ومن أجل هذه الأسباب عملنا برنامجا تدريبيا طويلا لمدة 18 شهرا لأي شخص يلتحق بالصفوف الأمامية في الخطوط، حيث لا يوظف الشخص إلا بعد التدريب اللازم.