• بدأت ملامح المراهقة تظهر على ابني الذي يتصف بالحرية التي تتعدى الحدود ، بمعنى أنه لا يسمع كلامي ويسهر كثيرا مع أصدقائه، ولا ينفذ نصائحي، تعبت معه وأخشى أن يضعني في أي يوم في موقف لا تحمد عقباه، فهو وحيدي ووالده متوفى ، فبماذا ترشدونني ؟ أم حسن جدة يا أم حسن ،عرضنا موضوعك على استشاري الطب النفسي د.محمد شاووش فقال : للأسف الشديد هناك آباء وأمهات لايحسنون التعامل مع أبنائهم وبناتهم المراهقين ،فبشكل عام فإن المراهق يسعى بحكم النمو الفسيولوجي والنفسي إلى الخروج من دوائر السيطرة وإظهار مفهوم القدرة، وهذا أمر طبيعي يجب أن يدركه الوالدان والأسرة، ويسمحوا لهذا الشعور بالخروج من مخرج مناسب، ولكن دون إفراط أو تفريط حتى لايخلقا التوتر النفسي للمراهق وتضخيم تلك الأحاسيس ومحاولة إثبات صحتها، وهنا تظهر بعض مشاعر خوف الأسرة والوالدين على المراهق، الخوف الزائد من أصدقاء السوء، والمبالغة في النصح بطريقة الأمر والنهي، واعتبار المراهق قليل الخبرة ومتهورا ومثار النقد في ما يعمله ،واتهامه بالتمرد ورفض النصح، وأنه منفصل عن الأسرة ويعيش في عالمه الخاص، والاستغلال السيئ للإمكانات المتاحة له كالجوال والإنترنت، ومشكلات المراهقة ، والتحولات الهرمونية والجسدية لها تأثير على نفسية المراهق بين الاستغراب والانفعال وردات الفعل،خصوصا لدى الإناث عند ظهور الدورة الشهرية وما يصاحبها من خوف وانزعاج إذا لم تكن تلك الفتاة مهيأة لتقبل هذا التغيير. أما مشكلات المراهقة فتختلف بطبيعتها من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع؛ فالبيئة الاجتماعية والحضارية والقيم المستقاة من محيط المدرسة والأسرة والمجتمع تشكل مفهوم المراهقة لدى المراهق وتحدد سلوكياته وشخصيته، وجود برامج تربوية ورياضية وترفيهية وثقافية تناسب احتياج المراهق وتتسم بالمرونة في ظل ثقافة واعية للأسرة متوافقة ومتكيفة مع هذه المرحلة تطور إمكاناته نحو النضج والرشد. إن عدم فهم هذه المرحلة أو محاولة ممارسة الضغوط فيها من خلال تطبيق قوانين صارمة قد تؤدي إلى نشوء أزمات تنعكس سلبا على النضج الانفعالي للمراهق وإلى ظهور التمرد والعدوانية ومحاولة إثبات الذات من خلال الإخلال بتلك النظم وتكسيرها والانقلاب عليها. وكذلك، فإن إعطاء المراهق كل وسائل الحرية المطلقة دون ضوابط ودون إشراف ومشاركة قد يخلق عند المراهق وعيا وإدراكا بحكم تكوينه النفسي والفسيولوجي في الاندفاع نحو إشباع الغرائز والشهوات والانحراف في عالم المتعة، وبالتالي تضخيم الأحاسيس والمشاعر السلبية على حساب المثل والقيم والرشد الناضج. فيا أم حسن إن التعامل مع مشكلات المراهقين يكون من خلال إشراك المراهقين في الحوار والمناقشة، من خلال المدارس والبرامج التعليمية، وطرح المشكلات ووضع الحلول من شأنه أن يبني الثقة لديهم ، تفهم احتياجات الشباب المراهقين النفسية ومحاولاتهم لإثبات وجودهم وإعطاء الفرصة لهم دون الضغط عليهم أو رفض آرائهم بل تقبلها وتعديلها والإنصات إلى مطالبهم والخروج من أسلوب الأمر والنهي إلى بناء الثقة والمشاركة وتبادل الآراء ونقل الخبرات، يجب أن نعلم أطفالنا التعبير عن النفس دون إيذاء مشاعر الآخرين، وأن لا نشجع الأمر بالصمت عن تلك السلوكيات وكأننا نهرب منها، كما أن المجاملة البسيطة اللطيفة تسهم في حل كثير من المشكلات، ويجب علينا أن نتجنب مكافأة السلوك الخاطئ خوفا من ظهور سلوك أسوأ ، بناء الثقة بالنفس، فالثقة شعور داخلي يظهر في المواقف المختلطة التي تواجه الشخص والتي تمكنه من الوقوف أمام المتغيرات وتحقيق التوازن النفسي. وأخيرا هناك مهارات يجب أن يتسم بها الآباء والأمهات للتعامل مع أبنائهم المراهقين، مثل توسيع القدرات والأساليب وتنويعها، والإنصات الجيد، والصبر، والتحفيز والتشجيع، والمرونة.