أبهر أطفال متلازمة داون الحضور وهم يستعرضون مهاراتهم في الرسم والمسرح والشعر والأناشيد خلال الاحتفالية التي أقامها قسم طب الأمراض الوراثية ومركز الأميرة الجوهرة البراهيم للتميز البحثي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة احتفالا باليوم العالمي لمتلازمة داون بالتعاون مع فريقي كود بلو والرونق في مركز هيفاء مول التجاري في جدة. وشارك أكثر من 90 متطوعا ومتطوعة من طلبة الطب ومراكز التأهيل ومدارس الدمج في الاحتفال الذي جرى بالتواكب مع اليوم العالمي، بالإضافة إلى أعضاء المركز وعدد من أطفال متلازمة داون وذويهم، وأعرب الحضور عن امتنانهم للبرنامج الذي يعتبر الأنجح في زيادة وعي المجتمع بهذه المتلازمة وتحفيز الفئة المعنية بالاندماج في المجتمع. وأوضحت الدكتورة جمانة يوسف الأعمى رئيسة قسم طب الأمراض الوراثية ورئيسة مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للتميز البحثي في الأمراض الوراثية، أن أحد أهم أهداف المركز يتمثل في التثقيف الصحي الخاص بالأمراض الوراثية وطرق الوقاية منها، بالإضافة للأهداف الطبية التشخيصية والبحثية، وقالت «يقوم المركز بعمل النشاطات التثقيفية السنوية للمجتمع ومنها الاحتفال بأطفال متلازمة داون، حيث يسعى لإشعار المجتمع بأهمية هذه الفئة ونوعية معاناتها»، وأضافت «يقوم أعضاء المركز في ذلك اليوم بتقديم الاستشارات التثقيفية في مختلف النواحي لذوي المصابين في حين يقوم الأطفال أنفسهم ببعض النشاطات»، مشيرة إلى أن الفعالية ضمت العديد من الأركان التوعوية عن المتلازمة وطرق الوقاية من مضاعفاتها والمشاكل المصاحبة لها حيث قدم اعضاء الفريق الاستشارات الطبية عن مشاكل العيون والغدة الدرقية والأنف والأذن والحنجرة. من جانبه، أشار الدكتور نبيل بندقجي رئيس اللجنة المنظمة إلى أن فعالية اليوم العالمي لمتلازمة داون لهذا العام كانت ناجحة جدا، حيث اشتملت على عروض مهارات لأطفال المتلازمة منها ورشة عمل رسم لأطفال متلازمة داون وقد قام عدد من الأطفال المصابين بتقديم فقرات مسرحية كما تلا أحد هؤلاء الأطفال آيات من الذكر الحكيم وقدم آخرون الأناشيد والأشعار ولاقى ذلك استحسان الجميع. في السياق نفسه، لفتت المعيدة في مركز الأميرة الجوهرة والمنسقة الإدارية للفعالية نهى الريس، الانتباه إلى أهمية الاستشارات الوراثية والغذائية والنفسية الخاصة بهذه الفئة وأثرها في تحسين حياتهم. وتعتبر متلازمة داون (التي كانت تعرف في السابق بالمنغولي) من أكثر المتلازمات انتشارا في المجتمع حسب الإحصائيات العالمية في هذا الشأن، حيث أثبتت الدراسات أن شخصا من كل 1000 يصاب بمتلازمة داون في العالم، وأن نسبة الإصابة في العالم العربي تجري بمعدل شخص من بين كل 600 – 700 شخص، وتسبب المتلازمة قصورا في بعض القدرات العقلية والحركية لدى الأطفال، ومن الجدير ذكره ان التدخل الصحيح والمبكر يساعد في تحسين هذه القدرات.