لا ينكر أي متابع للرياضة الوطنية بأن هناك عملا يقدم وجهدا يبذل في سبيل عودة الرياضة السعودية إلى مكانها إقليميا وعربياً وقارياً، وهذا ينطبق على كرة القدم بشكل خاص وعلى الرياضات الأخرى بشكل عام. حتى الآن لم نتوصل إلى معادلة تنير لنا الطريق إلى تحديد اتجاهات الرياضة الوطنية بمختلف عناصرها، ووضعها في عربة واحدة وتسخير كافة سبل السير لها ثم الدفع بها للإمام. التركة الرياضية الوطنية أصبحت ثقيلة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وحدها، بإمكانياتها البشرية والمالية والفكرية الحالية. فالمملكة تمثل ثاني أكبر قطر عربي من حيث المساحة، ونسبة التزايد السكاني في اطراد مستمر والنسبة الغالبة من السكان هم في سن الشباب. والرئاسة مطلوب منها متابعة كل ما هو رياضي وشبابي في هذا الوطن وهو عمل أكبر بكثير من إمكاناتها الواقعية الحالية مادية كانت أو بشرية أو حتى منشآتية. الخارطة العامة للمنظومة الرياضية تحتاج إلى تعديل في ظل المستجدات العالمية ووفق التغيرات المرحلية الداخلية للوطن، فليس من المنطق ألا يستفاد رياضياً من مئات الآلاف من الطلاب الذين يقضون ما لا يقل عن خمس ساعات يومياً في المدارس لمدة خمسة أيام في الأسبوع. وليس من المنطق عدم الاستفادة من الرياضيين الكثر الذين آثروا العلم على الرياضة والتحقوا بالجامعات لإكمال دراستهم، ألا يستفاد منهم رياضياً من خلال جامعاتهم. المنظومة المستقبلية للرياضة السعودية يجب أن تعاد صياغتها بحيث تشترك الجهات والوزارات ذات العلاقة مثل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في تحمل الجزء الخاص بهم. المنظومة الجديدة يجب أن تؤسس على ثلاثة محاور رئيسة هي الرياضة المدرسية، الرياضة الجامعية، ورياضة المحترفين؛ فوزارة التربية والتعليم ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية التي سوف ترى النور قريباً يجب أن تكون مسؤولة عن كل ما هو رياضي لأي طفل في المدرسة قبل تخرجه من المرحلة الثانوية. ووزارة التعليم العالي والجامعات، من خلال الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية يجب أن تكون مسؤولة عن كل ما هو رياضي لأي شاب قبل أن يتخرج من الجامعة أو قبل أن يحترف داخلياً أو خارجياً. ويبقى للرئاسة العامة لرعاية الشباب الإشراف على رياضة المحترفين ورياضة المستويات العليا، بعد وضع جدولة زمنية تكون مدتها من ثلاث إلى خمس سنوات تنتقل فيها رياضات المراحل السنية من الأندية إلى المدارس والجامعات بالتشاور والتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي. بهذا التنظيم تكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد تحررت من الأحمال الزائدة التي أثرت على حركتها الرأسية والأفقية وأبطأتها، ومن الممكن لها أن تبدأ مرحلة جديدة للرياضة السعودية تكون أهدافها التطوير وإضافة إنجازات جديدة وليس العودة إلى ما كانت عليه رياضتنا في السابق.