عام كامل مر على الأشقاء في سوريا، وما من يوم إلا ويسقط فيه ضحايا، ويصاب فيه أبرياء، وتراق فيه دماء، نساء ثكالى، وأطفال يتامى، مساجد نراها بأعيننا تتهدم، ويمنع ذكر الله تعالى فيها، أحياء كاملة تحترق، وممتلكات تدمر، وبنية تحتية ستحتاج إلى زمن طويل حتى تسترد عافيتها، وتعود كما كانت. عاصمة الحضارة الإسلامية التي انطلقت منها غالبية الفتوحات، تئن الآن تحت وطأة الإخوة الأعداء، وما من حاكم يخشى الله تعالى، ولا من أتباع له يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة. قالوا في الأمثال: إن العناد يورث الكفر والعياذ بالله، وما نراه الآن ليس سوى عناد حاكم، يزداد كارهوه يوما بعد يوم، وبلد يدمر، وتحاك له كل المؤامرات والمكائد. فإسرائيل تترقب بفرح انهيار جبهة كانت تحسب لها يوما ألف حساب، والغرب والشرق يتنافسان، أيهما يجني أكبر قدر من الأرباح بعد أن يتم إنهاك شعب، وإسقاط دولة. أين العرب الأشاوس؟. والمسلمون الأفذاذ، وأين كل هؤلاء من قوله تعالى: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا» هذا لو اعتبرنا الجميع من المؤمنين به وبرسوله «فأصلحوا بينهما»، «فإن بغت إحداهما على الأخرى» والبغي واقع أمامنا جميعا «فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله».. أين جامعة الدول العربية، وأين المنظمات الإسلامية، وكلها، بمبانيها وإداراتها وموظفيها، تستنزف كثيرا من الموارد العربية والإسلامية، ولم تقم يوما بخطوة واحدة تستحق ما ينفق عليها من ميزانيات، ولن تفعل شيئا. لأنها غير جادة في موقفها اللين والمستاهل مع حاكم معتد، قاتل لشعبه، مدمر لبلده، ولعلنا نراجع إحصائيات الضحايا التي تزايدت أضعاف ما كانت عليه قبل مبادرات وتدخلات الجامعة العربية، وكأنها بتقاعسها، وعدم حزمها، تقول للقاتل: اقتل، ودمر، ونحن معك بصمتنا وسلبيتنا وتقاعسنا. ومن العجب وإن كنت شخصيا لا أعجب منه أن يؤيد البعض، ممن حاولوا لعب دور الزعامة العربية والإسلامية، وأعني تحديدا زعيم حزب الله في لبنان، كل الإجرام السوري. لا أستطيع أن ألوم الغرب، فالعيب فينا، فنحن العرب والمسلمون الذين سندفع «الفاتورة» القاسية من دماء أشقائنا في القطر السوري الشقيق، ومن ثرواتنا ونهضتنا وتقدمنا، فتقدم بلد عربي شقيق، هو إنجاز للعالم العربي كله، وسقوط بلد عربي عزيز، هو ضربة موجعة لنا جميعا. المطلوب إذن، ألا ننتظر تحركا جماعيا من الجامعة العربية، ولا من المنظمات الإسلامية، فهذه كلها لن تحاجج عنا تقاعسنا يوم الحساب، ومن ثم، على كل دولة ذات سيادة، تملك قرارها وإرادتها، أن تقدم كل ما تستطيعه من دعم مادي ومعنوي للشعب السوري الشقيق، الذي يقف في وجه الطغاة، ويدفع الثمن من أبنائه ودمائه وأرضه وعرضه.. أريد أن يضع كل منا نفسه موضع الأشقاء في سوريا، وقد عم الخوف والفزع كل أسرة، وحل الدمار في كل بيت، أن يرى فيمن سقطوا شهداء هم إخوانه وذوو قرباه دما ونسبا، وأن يتحرك وفقا لهذه الأحاسيس والمشاعر.. لكِ الله يا سوريا .. لكِ الله. ولعنة الله على الظالمين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة