على قدر ما في القلب من فرحة وبهجة وسرور بهذا الشهر المبارك، الذي تلين فيه القلوب، وتزداد قربا من الله تعالى، وتكثر من الطاعات، إلا أن في هذا القلب غصة، جعلت هذه الفرحة غير تامة، إذ لا يمكن لمسلم إلا أن يشعر بالحزن والأسى، من أجل ما يسود في بعض الأقطار العربية والإسلامية. صورة مؤلمة بحق غالبية الأقطار العربية والإسلامية الأخرى، كان الألم أشد والحسرة أعم، ففي سوريا وليبيا واليمن، يقتتل المسلمون في شهر رمضان المبارك، وبدلا من أن تزين الشوارع،ابتهاجا بهذا الشهر،نراها تزدان بنيران الطلقات الآثمة التي تخترق الأجساد، وتزهق الأرواح. لا أعلم متى لهؤلاء الإخوة أن تنفض نزاعاتهم، وتحل مشكلاتهم، بوسائل سلمية تحقن الدماء؟.. ألا يتنازل الزعماء عن زعامة غير مرغوب فيها أصلا، فقيادة بقوة النار والحديد أصبحت لا تجدي، ألم يفكر الأشقاء في هذه الأقطار في وقف التقاتل ولو على الأقل خلال هذا الشهر الفضيل، حتى يتفرغ الناس لعبادة الله تعالى، والقيام بما ينبغي القيام به في تلك الأيام المباركة؟! ثم ألم يفكر الجيران جنوبا أو شمالا في إعطاء فرصة للعقل، وإنقاذ بلدانهم من فتن لا يعلم عاقبتها إلا الله تعالى؟.. أو إعطاء صورة حضارية عن بلادنا العربية التي أصبحت مقرا للعنف والقسوة وإدارة رحى الدبابات والسلاح على أجساد الشعوب من الذين كان الأحرى بهم حمايتهم. أليس في تلك الدول من يعلي صوت الحكمة والعقل، ويسعى هو ومن معه من أجل استعادة الهدوء، وإحلال الكلمات محل الطلقات؟. إن الله تعالى يأمرنا بالإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين فإن رفض فريق دعوة الإصلاح، كان من الواجب قتال الباغي حتى يفيء إلى أمر الله. فهل قامت جامعة الدول العربية بهذا الدور، أو بأي دور إيجابي، لوقف المعارك في تلك الدول الشقيقة؟.. وهل قامت منظمة المؤتمر الإسلامي بما ينبغي عليها من واجبات، وهي التي تزدان في اسمها بالانتساب إلى الإسلام، لكي يتم حقن الدماء البريئة من المدنيين، بل ومن العسكريين الذين أعمت الكثيرين منهم أطماع السلطة والعصبية الممقوتة، فوجوهوا نيرانهم إلى صدور إخوانهم، وهم الذين لم يفكروا يوما في توجيهها إلى صدور أعداء الله، ممن احتلوا الأرض، وهتكوا العرض، ودنسوا المقدسات؟. كيف يلقى هؤلاء جميعا ربهم، وقد جعلهم في مواقع مؤثرة، يمكن أن تمنع إزهاق أرواح الآلاف، وبم يبررون صمتهم وتقاعسهم؟!. هل سيكون جوابهم: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل؟! حفظ الله وطننا من كل مكروه وأصبغ على شعبه وقادته المزيد من النعم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة