قال تعالى: (اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً). ماذا يحصل.. وماذا يجري على واقع الأرض العربية، إراقة دماء وبدون وجه حق، قتل أبرياء عزل، إن القلب ليحزن، والعين لتدمع، فالذي نشاهده في سوريا الآن، تعجز الكلمات أن تعبر عنه، يوميًا نزيف للدم العربي على تلك الأرض التي حملت لواء الحضارة الإسلامية ذات يوم. لقد أصبح الإخوة أعداء، ألا قاتل الله الفتن التي فرقت بين الأخ وأخيه، والأب وابنه، ولو علم هؤلاء أن حرمة دم المسلم أشد عند الله تعالى وأعظم من أي سلطة ما اقتتلوا. لا أحد ينكر حق الشعب السوري وتطلعاته إلى حياة أفضل، يسودها العدل والحرية، ونتمنى من كل قلوبنا لإخواننا في سوريا النصر والعزة ويشف صدور قوم مؤمنين، ولقد أحسن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صنعًا حينما أمر بإيقاف أوبريت مهرجان الجنادرية، تضامنًا مع الأشقاء في سوريا، وليبيا، وما يحدث فيهما من قتل وصل إلى حد المذابح، على نحو ما نسمع ونرى في حمص وحماة، وغيرها من المدن السورية.. نعم يقاوم شعب الشام الأبي.. بثورةٍ عظمى ضد النظام السوري الباغي، الذي طغى في البلاد، فأكثر فيها الفساد، وأهلك بالظلم العباد، ثم أظهر حقيقة طغيانه، ومبلغ إجرامه وعدوانه، فيما فعله بالمتظاهرين. النظام الذي أخذ يصب حقده البغيض على الإسلام والعروبة، عندما شعر بخوف على عرش طغيانه أن يهوى، وإنَّ ذلك لواقع بإذن الله، وعلى النظام الباغي أن يسقط ويفنى، وإنَّ ذلك ليس ببعيد على الله. فيارب لقد فعل هذا النظام الأفاعيل من قتل وقمع، وتعذيب وتنكيل. وبفعله انتشر الفساد، وفشَت الجريمة، وعمَّت الفواحش، وحورب الدين والتدين في الشعب السوري.. فيا من ترى وتسمع كلامنا أهلك هذا النظام الطاغي الباغي، بعزك الذي لا يُرام انصر إخواننا المستضعفين في سوريا وفي كل مكان، فالواجب على الأمّة الإسلاميّة الدعاء لهم، ودعم الشعب السوري في جهاده بكلِّ ما يحتاجه حتّى إسقاط هذا النظام الطاغية، وعلينا جميعًا نصرهم، والشدّ من أزرهم، حتى نزيح هذا النظام المستكبر الخبيث، ولندعو الله أن يبدلهم سلطاناً عادلاً، وعيشًا كريمًا. إنه ولي ذلك والقادر عليه. عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي – رابغ