أكد ل«عكاظ» الباحث عصام بن أحمد مدير أن كتابه (قدسية مكةالمكرمة والمدينة المنورة في أسفار اليهود والنصارى)، الذي أصدره مع الباحثة ليلى بنت صالح زعزوع، يعد الأول من نوعه في ميدان علم مقارنات الأديان، وقال بمناسبة فوز الكتاب بجائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية: «الكتاب تناول المجال الكوني وهو مجالي كوني باحث في هذا الشأن، وبين علم الجغرافيا وهو ميدان الجغرافية السعودية الدكتورة ليلى زعزوع، حيث اشتركنا في تحقيق نصوص أهل الكتاب عن مكة والمدينة، كل بخبرته من مجاله، خصوصا الأوصاف والإشارات الجغرافية التي لا تنطبق لما ورد في كتب (اليهود والنصارى) إلا على المدينتين المقدستين في الإسلام، فإن أمكن تحريف النص أو تأويله بما يخالف ظاهره فإنه لا يمكن تغيير حقائق الجغرافيا، وبهذا نحسم الجدل الديني علميا، وهو ما أكسب هذه البحوث وهذا الكتاب عناصر قوته وتميزه عن الأبحاث السابقة في مقارنات الأديان»، وأضاف «الكتاب صدر بعد سلسلة أبحاث محكمة علميا تناولت تحقيق جملة من نصوص أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من التي تقر بقدسية بمكةالمكرمة والمدينة المنورة وتذكر فضلهما ومكانتهما، عند أتباع الأنبياء السابقين على الإسلام في أسفارهم، وهي ما زالت إلى اليوم رغم محاولات طمسها وتحريفها، وقد وردت في إطار البشارات التوراتية والإنجيلية وما جاء في زبر الأولين من نبوءات عن خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم». ولفت الباحث عصام مدير إلى أن أهمية الكتاب تأتي في الوقت الذي يشهد تصاعد حملات الإساءة والتشويه لديننا ولشخص النبي صلى الله عليه وسلم في الغرب والشرق، خصوصا ممن يفترض أنهم اشتركوا معنا في رسالات السماء من اليهود والنصارى، فعدد ليس بالقليل من قياداتهم الدينية والإعلامية وغيرها تنقصوا من مكانة الحرمين بل تنادوا إلى تدميرهما واستهداف أمنهما، وهي دعوات منكرة يجب أن تواجه بما هو أبعد من الشجب والإدانة. وليس أفضل من تحويل هذه الإساءات إلى فرص سانحة للحوار والرد العلمي، واعتبر فوز الكتاب بجائرة بهذا المستوى الرفيع، تتويجا كريما لهذه الجهود، وتأكيدا وطنيا ومن بلاد الحرمين، على هذه الرسالة للسلام والتعايش، التي هي ليست بغريبة على أهل هذه البلاد بالأخص، وعموم بلاد المسلمين، منذ فجر الإسلام وإلى اليوم». وبين الباحث مدير أن مشروعه المقبل سيكون كتابا عن رحلة النبي إبراهيم عليه السلام لجزيرة العرب وبناء البيت الحرام من نصوص أهل الكتاب، ردا على من أنكر هذه الرحلة وأنكر صلته بالكعبة المشرفة، وكذلك مشروع إنجاز أول فيلم روائي باللغة الإنجليزية للسينما العالمية عن مكةالمكرمة، قدسيتها وفضلها قبل الإسلام عند أهل الكتاب، بناء على قصة حقيقية ثابتة في تاريخ البيت الحرام، وقال: «اسم الفيلم (بيت إبراهيم)، أبو الأنبياء عليه السلام».