يعيش المؤرخون في المملكة والوطن العربي هذه الأيام، لحظات استثنائية تتمثل في دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الذي ما فتئ في تقديم كل ما من شأنه دعم المؤرخين الجادين والدارسين المتمحصين للكنوز، حيث يتضح هذا الدعم في جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وتاريخ الجزيرة العربية التي خطت هذا العام خطوة متقدمة من حيث إعادة هيكلتها ورسم خطط أنشطتها ومجالاتها، حيث شهدت هذا العام تحولات عدة؛ منها فتح المجال أمام غير السعوديين في الترشح للجائزة إضافة إلى إقرار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الهيئة العليا للجائزة والمنحة، حيث تضم الهيئة العليا للجائزة التي يرأسها وزير الدفاع في عضويتها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام، الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع المستشار في دارة الملك عبدالعزيز، حيث يناط بالهيئة النظر في الترشيحات المقدمة للجائزة وإقرارها. ويأتي هذا التجديد في أنشطة الجائزة والمنحة التي تهدف إلى دعم الدراسات والبحوث المتعلقة بتاريخ الجزيرة العربية في مجالاتها المختلفة وتوجيه الباحثين إلى العناية بها والتركيز عليها، خاصة القضايا والأحداث التي لم تنل حظها من البحث والدراسة، وتشجيع من أنجزوا رسائل ومقالات وبحوثا وكتبا تتعلق بتاريخ الجزيرة العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، تمشيا مع تطلعات وزير الدفاع ونظرته المستقبلية لما يصبو إليه في مجال الدراسات التاريخية والتوثيق للمنجزات وخدمة للباحثين ودعما لاجتهاداتهم حتى عرف في الأوساط العلمية ب(أمير المؤرخين)، ولعل تزامن هذه الجائزة والمنحة وإعلان أسماء الفائزين بهما تأتي في الوقت الذي سعد الوسط الثقافي مؤخرا بدعم آخر من لدن (أمير المؤرخين) بإطلاقه كرسي الأمير سلمان للدراسات التاريخية والحضارية في جامعة الملك سعود كإضافة وتأكيد على حرص وزير الدفاع في هذا المجال ودعمه لكل من يهتم بتاريخ هذا الوطن، الذي دائما ما يلتقي بأبنائه المبادرين بتقديم الوثائق والمخطوطات النادرة عن تاريخ الوطن الذين يحرص وزير الدفاع على لقائهم مقدرا لهم مبادراتهم الوطنية، مؤكدا أهمية تعاون المواطنين في جمع الوثائق التاريخية للجزيرة العربية عموما والمملكة بشكل خاص لأنها ثروة وطنية لا تقدر بثمن. كما لا يخفى عن المراقب حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على المدينتين المقدستين، حيث أقر مؤخرا تغيير اسم (مركز تاريخ مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) إلى (مركز تاريخ مكةالمكرمة)، و(مركز تاريخ المدينة)، إضافة إلى اهتمامه وحرصه ومباشرته الشخصية لكافة مشاريع الدارة لا سيما في مجال الأطالس التاريخية كموسوعة الأماكن، ومشروع أطلس السيرة النبوية، والقاموسين المخصصين للمؤرخين والآخر للجغرافيين وغيرها من المشاريع، إضافة إلى اهتمامه الخاص بدارة الملك عبدالعزيز التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها وتحتضن جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات التاريخ، حيث شهدت الدارة مؤخرا إعادة تشكيل مجلس إدارتها، حيث ضمت قائمة من البارزين والباحثين أسماء ممثلين للجهات الحكومية التي تتعاون معها الدارة حيث جاء التشكيل منسجما مع رؤية المستقبلية للأمير سلمان للدارة من خلال المزج بين الأعضاء من ذوي الخبرة العملية والعلمية الذين لهم باع طويل في خدمة المعرفة والثقافة والمآثر الفكرية السعودية والطاقات الشابة من ذوي الجهد العلمي في خدمة تاريخ المملكة والجزيرة العربية، وعضوية ممثلين من جهات حكومية ذات اهتمام مشترك مع الدارة لمزيد من التعاون الذي يخدم استراتيجية دارة الملك عبدالعزيز وأهدافها العلمية ورسالتها الوطنية. يقول الأمير سلمان عن الدارة مؤخرا بمناسبة مرور 40 عاما على إنشائها «لقد جاء تأسيس دارة الملك عبدالعزيز لتكون مؤسسة علمية وثقافية تعنى بخدمة تاريخ المملكة وفاء بحق المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وتقديرا لإنجازه التاريخي في توحيد هذه البلاد، وبناء دولة حديثة أصبحت واحة للاستقرار والأمن والتنمية، ومنذ إنشاء الدارة عام 1392ه (1972م) سعت وبدعم كريم من القيادة الرشيدة إلى تبني العديد من البرامج والأنشطة التي ترمي إلى جمع المصادر التاريخية الوطنية وحفظها ورعايتها. وتقديم الخدمات العلمية المتخصصة للمهتمين والباحثين والباحثات داخل المملكة وخارجها، وذلك انطلاقا من اقتناعنا بأهمية اتصال التاريخ، وتواصل الأجيال، بما يتيح للأجيال الناشئة الاطلاع على تاريخ بلادهم، وكفاح آبائهم، استنهاضا لعزائم هذه الأجيال لتواصل أمانة المسيرة على هدى وبصيرة، فالأمة التي تجهل تاريخها وتراثها ورموزها، وتنفصل عن جذورها لن يكون لها حاضر ولا مستقبل مزدهر».