رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، مساء يوم أمس الأول، حفل توزيع جائزة ومنحة سموه لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، في دورتها الثالثة لعام 1428/1429ه، بقاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع، وقد قام سموه بتكريم واحد وعشرين باحثا وباحثة في فروع الجائزة والمنحة الستة، كما قام سموه بتدشين موقع جائزة ومنحة سموه على شبكة الانترنت. وقد أشار الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري بأن الاحتفال بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، لدورتها الثالثة جاء متزامنا مع ما تعيشه بلادنا هذه الأيام في ظلال الفرح والسرور، الذي يغمر وطننا الغالي، ابتهاجا بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، سالما معافى، وبعودة راعي الحفل إلى الرياض الحبيبة التي بنى حضارتها، وأعلى صروحها، فحنت للقياه شوقا. كما أشاد أمين عام الدارة بما قدمه رئيس مجلس إدارة الدارة رافعا بذلك عمادها، حتى أصبحت محط أنظار الكثير من الجامعات ومراكز البحث العلمي. في ظل قائد مسيرتنا، وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أيدهم لله. وقال د. السماري: إن من نعم الله على هذه البلاد الطاهرة، أن رزقها قيادة حكيمة واعية، تقدر العلم والعلماء، وتعي أهمية الحفاظ على تاريخ الأمة، لكونه وعاء منجزاتها، ومحتوى عطاءاتها، وموروث أسلافها، فسعت إلى تشجيع الدراسات التاريخية، وبذلت لأجل ذلك الجوائز التقديرية، والمنح السخية، ليتوجه الباحثون نحو تراث آبائهم وأجدادهم، ويسعى الدارسون نحو تحقيق أحداثه، وتسجيل مجرياته، لتعم الفائدة للجميع، وتستفيد المكتبة العربية بمخزون تاريخي قيم، وتراث عربي أصيل معتنى به. ومضى د. السماري مثمنا دعم راعي الجائزة والمنحة وما يقدمه من جهود وضاءة، ليقين سموه بالأهمية الكبرى لهذه الجوائز في تتويج حكيم، وعنايته متواصلة لشحذ همم الدارسين، وتوجيه قدرات الباحثين الكامنة إلى ما فيه صالح البلاد، وحفظ تراث الوطن. وأكد أمين عام الدارة بأن هذه الجائزة أصبحت ذات مكانة خاصة في قلوب الباحثين والباحثات، لما تحظى به من اهتمام كبير من قبل جميع الدارسين في مجال تاريخ الجزيرة العربية، مشيرا إلى ما تحقق لها في وقت قصير، لما تلقاه من دعم سخي، ومتابعة حكيمة، من لدن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وأوضح د. السماري إلى أن الجائزة أضحت بتوفيق من الله احتفالا كبيرا بتاريخنا الزاهر، لما يحظى به فيها المؤرخون من تكريم، إلى جانب ثلة آخرين متميزين، ونخبة من المثقفين، لقاء ما بذلوه من جهود في خدمة الدراسات التاريخية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها د. السماري في حفل توزيع جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، والذي هنأ فيها رواد تاريخ الجزيرة العربية لهذا العام، والفائزين والفائزات، شاكرا جميع المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في هذه الدورة مثمنا ما بذلوه من جهود وإسهامات. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية الدكتور عبدالله بن علي الزيدان كلمة بدأها بتهنئة الشعب السعودي بالعودة الميمونة لولي العهد الأمين بعد أن من الله عليه بالشفاء من العارض الصحي الذي عرض له، ومعربا عن الفرحة بعودة أمير الرياض الوفي، الذي كان من مظاهر وفائه مرافقته لسمو ولي العهد الأمين في رحلته العلاجية. ومضى د. الزيدان في كلمته مشيدا بما يحظى به مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية والمؤرخين السعوديين من دعم سخي مادي ومعنوي، كان له أكبر الأثر على النهوض بالدراسات التاريخية، إلى جانب ما يجده الباحثون والباحثات من تشجيع متواصل لإبراز تاريخ وطننا الناصع المضيء المشرق، مما أذكى حركة البحث التاريخي لكافة مناطق المملكة، وذلك بدراسة كل منطقة على حدة، تمهيدا لإخراج تاريخ متكامل عن المملكة، في جميع العصور، على مستوى الوطن بوجه عام. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية: إن هذه الجوائز وهذه المنح هي تصوير لاهتمام الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بتاريخ هذه البلاد، وفي توجه القيادة إلى الاستثمار في شباب الوطن، وإلى إدراك أهمية دور التاريخ في بناء الشخصية الوطنية والمواطنة، بوصفه دورا لا يمكن تجاهله، وإن التاريخ عندما يقدم دراسة متأنية هادفة، يساهم في تشكيل الهوية الوطنية، ويحقق الأمن الفكري للناشئة، ويجعلهم يفتخرون بماضيهم المجيد، كما يتفانون في بناء حاضرهم الزاهر الذي يشكل جسرا إلى مستقبلهم المشرق. جانب من الحضور واختتم د. الزيدان كلمته مثمنا لراعي المناسبة سعيه الحثيث لجعل مقرر التاريخ الوطني متطلبا دراسيا على جميع الجامعات في المملكة، استجابة من سموه للجمعية التاريخية السعودية، ولدارة الملك عبدالعزيز تجاه هذا المطلب، متمنيا على الجامعات ألا تدخل المقررات التاريخية ضمن حزم المواد الاختيارية. بعد ذلك سلم راعي الحفل جوائز الفائزين والفائزات بجوائز الكتاب والمقالة العلمية وجائزة رسالة الماجستير والدكتوراه، ثم قام أيده الله بتسليم جائزة سموه التقديرية للرواد للشيخ محمد بن ناصر العبودي، الذي ألقى كلمة استهلها بشكر صاحب الجائزة والمنحة، مثمنا له هذا التكريم، الذي يأتي ضمن مسيرة اهتمام راعي المناسبة بتشجيع العلم، والحث على البحث، وواصفا جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، بأنها يد حانية على الأدباء، تضاف إلى أياد جليلة لقادة بلادنا، التي يأتي منها جائزة الدولة التقديرية التي أنشأها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – والتكريم السنوي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - مما يدل دلالة واضحة على العناية بالأدب والأدباء، ومما يبشرنا دائما بما توليه قيادتنا للأدب والتاريخ والباحثين من دعم متواصل، واهتمام متزايد. ثم قام راعي الاحتفاء بتسليم جائزة سموه التقديرية للرواد، للأستاذ محمد بن عبدالله الحميد ، الذي وصف تسلمه لهذه الجائزة بالوشاح والوسام العظيم، في ليلة تكريمية من لدن رمز الوفاء والعطاء، الغيور على أمته، الحريص على تنقيته من التحريف والتزوير.. وصاحب السعي الحثيث إلى نقل تاريخ أمتنا للأجيال القادمة ناصعا يعكس أمجاد السلف للخلف، بريئا من الشبه والتضليل، بنهج سوي يسير على نهجه الآباء والأحفاد. وقال الحميد: إن المملكة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – قبل ثمانية عقود ونيف بنهج الدولة الإسلامية الأولى، قد سطر لها التاريخ بأحرف من نور، لإنجازها الكبير في خدمة الحرمين الشريفين، وتأمين السبل إليهما، وتوحيد أكبر قطاع من الجزيرة العربية، والقضاء على عوامل الفقر والجهل والمرض.. ودعم القضايا العربية والإسلامية، والإنسانية بوجه عام، ومع ذلك فمن الحاقدين والحاسدين مرضى النفوس من هنا وهناك، تغلب عليهم الشيطان وحاولوا التدليس والتعتيم، ولكن الله تعالى يأبى إلا أن يتم نوره. ومضى الحميد مشيدا بجائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وما قدمته من دور كبير في النهوض بدور تاريخي، اطمأنت له النفوس، وانشرحت له الصدور. بعد ذلك سلم الأمير سلمان، جائزة سموه التقديرية للرواد للدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، الذي ألقى كلمة عبر فيها عن قيمة هذه الجائزة والمنحة، التي تستمد قيمتها وشهرتها من مكانة صاحب الجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، محب وعاشق التاريخ، الذي نشأ في أحضانه، وترعرع في مدرسته، واستوعبه في صدره، قارئا لمضامينه، وعالما بقضاياه، ومتابعا لحركته، ومتابعا لما يطرح تكريم الشيخ محمد بن ناصر العبودي منه على الساحة الثقافية، معقبا وناقدا ومصححا، لما يقع فيه كتاب التاريخ من هفوات على عجل ودونما روية، أو تدقيق لروايته أو شخوصه وأحداثه. ومضى د. الزيلعي مستعرضا ما يوليه راعي الحفل من اهتمام بالغ بالتاريخ، وعنايته الفائقة به، إلى جانب اهتمامه البالغ بالآثار والتراث بوجه عام، ومشيدا بما يبذله سموه من الدعم والتشجيع للمعنين بالتاريخ، والمشتغلين بتدوينه، مؤكدا على أنه من حسنات سموه وأفضاله على التاريخ والمؤرخين هذه الجائزة والمنحة، المحفزتان على دراسة التاريخ وإبرازه، وتنشيط حركته البحثية، وإذكاء جذوته العلمية، إلى جانب ما تقدمه من صورة لائقة بالتاريخ. ومضى د. الزيلعي قائلا: لا شك أنكم يا صاحب السمو بهذه الجائزة والمنحة، تصنعون تاريخيا يحفظه لكم التاريخ، وسجله لسموكم في صحائفه الخالدة بأحرف من نور، ولا نملك نحن المؤرخون والآثاريون إلا خالص الدعاء لسموكم بالأجر والثواب والجزاء الحسن. واختتم د. الزيلعي كلمته، معربا عن شكره لدارة الملك عبدالعزيز، التي تحتضن الجائزة والمنحة، مقدار جهودها من خلال هذا العمل المخلص في خدمة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وعلى ما يجده الباحثون من قبل الدارة من دعم وتشجيع لأعمالهم البحثية، ومثنيا بشكره لجامعة الملك سعود لكل من تسنم إدارتها ووكالاتها وعمادتها وأقسامها لاحتضانها له طالبا، ورعايتها له مبتعثا، وضمها له أكايميا. بعد ذلك قام الأمير سلمان بتسليم جائزة سموه التقديرية للرواد لعبدالرحمن بن زيد السويدا، الذي أوضح في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة أن التاريخ العربي والإسلامي، منبعه الجزيرة العربية المعطاءة، فالموجات العربية على مدى التاريخ منذ آلاف السنين قد خرجت من هذه الجزيرة، واتجهت شمالا إلى أرض الرافدين والشام وفلسطين، وغربا إلى مصر وشمال أفريقيا، ليأتي التاريخ الإسلامي منذ انبثاق نور الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، عبر انطلاق الجيوش الإسلامية في كل اتجاه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، لنشر الإسلام في الهلال الخصيب ومنه إلى بلاد السند والهند، حتى مشارف الصين وغربا حتى بلوغ جنوب أوروبا في الأندلس، مما زاد رقعة البلاد الإسلامية في كل تلك الأصقاع، واستمر الوضع على هذا حتى العصر الحديث، فقامت الدولة السعودية الأولى في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وصدر القرن الثالث عشر، حتى مطلع القرن الرابع عشر الهجري، حين واكبتهما الدعوة الإصلاحية في نجد على هذا المسار؛ وفي صدر القرن الرابع عشر قامت الدولة السعودية الثالثة، التي لا نزال بظلها الظليل أعزها الله. وقال د. السويدا: إن هذه الإلمامة التاريخية السريعة آنفة الذكر، قد اهتم بتفاصيلها اهتماما بالغا سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وخاصة ما يخص المملكة منها، وأولاها عنايته واهتمامه ورعايته، حين اهتم بما يخص المملكة من تاريخ وجغرافيا، وغيرها من العلوم مما كتب المؤرخون والبلدانيون والجغرافيون والمستشرقون عن الجزيرة العربية بصفة عامة، وعن المملكة بصفة خاصة، مما جعل هذا الاهتمام وهذه الرعاية، هي مما حفز سموه بدافع ذاتي ، وأريحية متدفقة أن يخصص جوائز للكتاب والمؤرخين والباحثين والمبدعين في كل الفنون، بما يحفزهم ويشجعهم على البحث والتقصي. واختتم السويدا كلمته، مشيدا بما تمثله جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وما تمثله من لدن سموه للباحثين والدارسين المؤرخين، في ظل ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله- وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهما الله – وما تعوده منهم العلم وأهله من أياد بيضاء مشرقة معطاءة داعمة. بعد ذلك تفضل راعي الحفل بتدشين الموقع الألكتروني لجائزة ومنحة سموه على شبكة الإنترنت، ختاما لمساء الاحتفاء بالرواد المؤرخين، والشباب المبدعين في تدوين التاريخ. وعقب ختام الحفل رفع الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، شكره وعرفانه لراعي الجائزة والمنحة، الذي جاءت رعاية سموه للجائزة والمنحة من أسباب نجاحها المتميز، وتفوقها في مجالها، مما جعلها هدفا كبيرا للباحثين والباحثات، بشرائحهم العلمية المختلفة، مما يدل عليه زيادة عدد المرشحين والمتقدمين لنيل الجائزة والمنحة، مشيرا إلى القيمة الكبيرة للجائزة والمنحة عطفا على الاسم الذي تحمله، إضافة إلى قيمتها العلمية، وصيتها العالي بين الجوائز العلمية، التي تزخر بها بلادنا، إلى جانب ما تتميز به من اتساق مع الحركة العلمية النشطة، في ظل ما تلقاه من رعاية كريمة، واهتمام بالغ ومستمر، من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله – ومن سمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهما الله – مشيرا إلى أن عدد الفائزين والفائزات في هذه الدورة بلغ واحدا وعشرين فائزا وفائزة، منهم أحد عشر فازوا بالجائزة، وعشرة نالوا المنحة، بعد حجب الجائزة التقديرية للشباب، لعدم توافر شروط الترشيح ومعاييره لدى المتقدمين لها. كما هنأ د. السماري في تصريحه الفائزين والفائزات بالجائزة والمنحة، شاكرا لهم حرصهم على المشاركة، ومثمنا لهم جهودهم العلمية فيما تقدموا به من بحوث مرشحة، ومعربا عن شكره للمرشحين والمتقدمين من غير الفائزين، راجيا لهم التوفيق في الدورات المقبلة، ومقدما شكره لأعضاء اللجنة العلمية للجائزة والمنحة، نظير ما بذلوه من جهود في دراسة البحوث المتقدمة والمرشحة. واختتم د. السماري تصريحه، متقدما باسمه واسم كل باحث مخلص، ومؤرخ صادق لراعي الجائزة والمنحة والتكريم، بالشكر الجزيل لما يبذله من جهود مخلصة في العناية بالتاريخ، والاهتمام بالدراسات المتصلة به، مؤكدا على أن جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، ستظل وساما يفخر به كل باحث وباحثة، وهدفا نبيلا يسعى نحو تحقيقه كل طامح ومبدع. تكريم محمد الربيعة تكريم عبدالرحمن السويدا تكريم أحمد زيلعي تكريم محمد الثنيان تكريم محمد الحميد تكريم عبدالرحمن بن عبدالعالي تكريم خالد كريري تكريم عبدالله المنيف