رعاية الشباب أم الوزارة المالية أم وزارة المعارف، يبدو أن الخلل لم يكن وليد الصدفة، فتدني مستويات منتخباتنا في جميع ألعابنا الرياضية من وجهة نظري تتحمل مسؤوليته كل من وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب، كما فيبدو أن وزارة المالية لم ترتق إلى طموحات رعاية الشباب، وكذلك وزارة التربية والتعليم، فهنالك فجوة وخلل كبير بين هذه الجهات الثلاث وعدم تعاونها التعاون الأمثل لنجني من خلال هذا التعاون النجاح والتفوق، فأحد أسباب خروج منتخبنا الأول من تصفيات كأس العالم وكذلك أولمبياد لندن عدم الدعم المادي الكافي ليوصل منتخباتنا إلى العالمية، فالحقيقة أن دعم الوزارة المالية لرعاية الشباب لا يقارن بميزانية الهلال أو الاتحاد، فأي ميزانية هذه! ولأنني أدرك أن وزارة المالية بخبرتها ومستشاريها تعلم علم اليقين بأن هذه الميزانية لا تغطي واحدا في 100 % من أعباء الشباب والرياضة واحتياجاتها، فجميعنا يعلم أن فئة الشباب أكثر من 60 % من مواطني المملكة، فإن أردنا أن نرتقي بشباب هذه الأمة والوصول إلى المحافل العالمية يجب أن يكون الدعم المادي يوازي طموح الشباب ورعاية الشباب ويلبي احتياجات الشباب كافة، وأن يليق بمكانة المملكة. فنقص الدعم المادي تسبب في نقص وافتقار المملكة للمنشآت الرياضية المتكاملة، والنتيجة كما ترونها الآن (منتخباتنا باتت ضعيفة ولا تستطيع المنافسة على أي بطولة قارية). ونأتي للجانب الآخر في القصور ممثلا في وزارة التربية والتعليم؛ فمعظم المدارس لا يوجد بها نشاط رياضي بالمعنى الأمثل، فمجرد حصة في الأسبوع هامشية لن تبني لنا قاعدة رياضية سليمة في جميع الألعاب، وبالإضافة إلى أنهم يفتقرون للملاعب والمنشآت الرياضية والمسابح وكذلك لا يوجد أي مضامير لركوب الخيل على سبيل المثال، وكذلك ينطبق هذا الأمر على وزارة التعليم العالي بمعنى (الجامعات). وأقترح على وزارة التربية والتعليم أن تكون هناك ثلاث حصص رياضية على أقل تقدير في الأسبوع وتكون مركزة على كافة الألعاب وخاصة كرة القدم، ومن المفترض أن يتم جلب معلمين مؤهلين لجميع النشاطات الرياضية، كل واحد في تخصصه، ومن هذا المنطلق فإنني متفائل إن شاء الله بأننا سنبني قاعدة كروية تحقق مستقبل وطموحات وآمال الشعب السعودي، فالكل يدرك على مستوى العالم أننا رواد في أمور كثيرة ومنها السياسية والاقتصادية، ولا ننسى طموحات قائد وملك ورمز هذه البلاد أن يرتقي دائما بشعبه ووطنه، فدمت يا بلادي يا بلاد العز شامخة أبية.