خلال الأسبوع الماضي أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن برنامجها الرائد (بذل وعطاء) وهو برنامج توعوي تطرحه السنة التحضيرية في الجامعة بهدف رفع الوعي لدى الطالبات بالقضايا المهمة في المجتمع التي تحتاج منهن إلى البذل والعطاء ومنها قضية العمل التطوعي والإسهام الإيجابي في خدمة المجتمع والوطن تأكيدا لمشاعر الحب والانتماء إلى الوطن. جامعة نورة تستحق التحية على هذه المبادرة، فالعمل التطوعي نشاط إنساني يدعم روح التعاون الإنسانية بين البشر المتمثلة في البذل والعطاء عن طيب خاطر من أجل المصلحة العامة. وتشجيع الطالبات على الانغماس في العمل التطوعي، إنه عمل ذو نفع مزدوج، فهو يعود بالخير على المجتمع من جهة ويعود على الطالبة بالاستفادة الشخصية من جهة أخرى. فالعمل التطوعي ينمي مهارات الطالبات المختلفة ويعلمهن الانضباط وحمل المسؤولية ويتيح لهن اكتساب الخبرات المختلفة والتعلم المباشر من الحياة. كذلك هو يمد الطالبات باحترام الذات حين يجدن أنفسهن نافعات للآخرين بعيدا عن الأنانية والانحصار في نفع الذات وحدها. إضافة إلى أن العمل التطوعي يعد عاملا إيجابيا في اكتشاف مواهب الطالبات الدفينة، التي غالبا لا تكتشف إلا عن طريق الصدفة البحتة أثناء تجربة مجالات عمل متنوعة تتعرف عليها الطالبة للمرة الأولى في حياتها. في بعض الدول المتقدمة تعمد مؤسسات التعليم قبل الجامعي إلى جعل العمل التطوعي متطلبا للتخرج، فتفرض على الطلاب عددا محددا من ساعات العمل التطوعي تضاف درجاتها إلى محصلة تعليمهم وتحتسب لهم تلك الساعات في الدرجات المؤهلة لالتحاقهم بالجامعات. وهو ما يفيد الطلاب في جوانب كثيرة في مقدمتها التدرب على الانضباط والالتزام واحترام العمل وغرس مفهوم العمل التطوعي وأهمية التكافل والتضامن الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد. وربما لهذا السبب نجد أن نسبة السكان المشتركين في أعمال تطوعية في الدول المتقدمة نسبة عالية مقارنة للبلاد العربية التي تنخفض فيها النسبة إلى درجة كبيرة. فمثلا في أمريكا تبلغ نسبة المتطوعين في أعمال خيرية 50% من السكان الذين تجاوزوا سن 15 سنة، وفي كندا تصل نسبتهم إلى 91% وفي ألمانيا تبلغ النسبة 45% أما في إسرائيل فإن عدد المنظمات التطوعية الموجودة فيها يبلغ 35 ألف منظمة، وهو عدد يفوق ما يوجد من المنظمات التطوعية في العالم العربي والإسلامي بأكمله !!. هذا ما يجعلنا نشعر بالامتنان تجاه الدور الذي تقوم به جامعة الأميرة نورة في تركيزها على دعم العمل التطوعي وتشجيع الطالبات عليه، فنحن أبناء الدين العظيم الذي جاء يدعو إلى فعل الخيرات، ويضع للناس قيم التضامن والتكافل فيما بينهم حاثا لهم على البذل والعطاء، من واجبنا أن نكون نحن السباقين إلى العمل التطوعي، وأن نكون نحن في مقدمة مجتمعات العالم التزاما به وإقبالا عليه. فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا أن «الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». والعون ليس فقط في دفع المال، وإنما بالإسهام بالوقت والجهد والمعرفة، فالعمل التطوعي يعني أن نبذل بعضا من وقتنا، وبعضا من راحتنا، وبعضا من علمنا، من أجل تقديم مصلحة عامة ينتفع بها مجتمعنا. وعلى أية حال، فإن المجتمع أولا وآخرا ما هو إلا أهلنا وأقاربنا وبيئتنا التي نعيش فيها، فنفعه نفع لنا وضره ضر لنا. فاكس: 4555382 1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة