صباحكم سعيد قرائي الكرام سأخرج بكم اليوم من اللغة الفصحى إلى اللهجة العامية وبالمفردات النجرانية التي تحكيها جدتي والتي سمعتها وهي تحاكي بها جارتها حمدة تشتكي فيه من عدم وجود مناسبة الثنوة. فتقول يا الله يا حمدة على زمانا اللي ما هو بجاي مثله تذكرين يا أختي الثنوة اللي ما عاد حد يسويها ذلحين ولا يذكرها، يا الله مزينها ومزين تجماع الجيران والخالات والعمات فيها، يوم كانت أم الحريوة (العروسة) تقوم من ثاني يوم وهي ممسية مع بنتها في بيت زوجها من الصبح وتعزم جاراتها وخواتها وأهل زوجها وأهل زوج بنتها، ويقوم بكل لازمها الحريو (المعرس)، ها ثم تطبخها وتجهزها لوقت الغدا، والنسوان ينشدون ويساعبون، يا عمري على ذاك الصفين اللي يصفونه النسوان وكل وحدة تسحب الثانية تساعب معها، ها ثم لما جا وقت صلاة الظهر يصلون الظهر، ويقومون يتغدون على ما قسم ربي، من حرايك ذرة وعصايد ورقش ومرق، ولا ذيك القدحان يا أختي اللي كانوا يقدمون الزاد فيها ما هو مثل ذلحين اللي قد بعضهم يقدم المرق في صحون قزاز، ولما شبعوا النسوان وعينوا من الله خير يعودون يساعبون للعصر ها ثم كل وحدة تروح لبيتها. ومن الوجبات الشعبية القديمة حريكة ذرة بالمرق وتوزع على المعازيم في «القدحان» (وهي عبارة عن إناء مصنوع من الخشب وله يد واحدة يتدلى منها ما يسمى بالعروة فيها شرائح من الجلد تستعمل للزينة فقط)، ويوضع اللحم في «الدرجة» (وهي تشبه المطارح ولكن تكون كبيرة الحجم) ويقسم أيضا على الحاضرات، ومع الأيام صارت تقدم وجبة الرز والرقش أو العصيدة حسب عدد الضيوف، ولكن في وقتنا الحالي هجرت النساء هذه العادة وأصبحت تكتفي بحفلة الزواج أو حفلة قبل الزواج يقيمها أهل العروس كحفل وداع لابنتهم.