من منا لم يسمع بتلك المقولة التي تقول «أمريكا بلد الحرية» تلك المقولة التي طالما سمعنا بها في أصداء الإعلام سواء المرئي أو المسموع. فلنبدأ أولا بتسليط الضوء على مصطلح (الحرية)، تلك الكلمة التي من أجلها أقيمت حروب وسقطت دول وخرجت باسم تلك الكلمة دول أخرى. يعلم جميعنا مدى أهمية الحرية في حياة الشخص، ولا أتصور أنه يوجد هنالك شخص على هذه البسيطة يرفض الحرية ولا يريدها، بل إن جميع الشعوب باختلاف أعراقهم ودياناتهم ينادون بذلك، ولكن السؤال هنا ما معنى الحرية؟ ومن يضع حدودها؟ أثناء زياراتي لولايات عدة في أمريكا، وجدت أنه لا يوجد تعريف واضح ومحدد لمعنى الحرية، وأن معانيها وحدودها تختلف من ولاية لأخرى، بل إنك تجد أناسا في مدينة سان فرانسيسكو أو لاس فيجاس يقولون لك إنهم لا يستطيعون العيش في تكساس أو ميتشيجان مثلا، والسبب أنه لا توجد حريات، ولا يستطيعون أن يتمتعوا بكامل حقوقهم في تلك المناطق وعلى الطرف الآخر عندما تسأل أشخاصا من ولايات أخرى عن الحرية لديهم ولماذا لا يتبعون نظام الحرية المتبع في لاس فيجاس أو كاليفورنيا مثلا فستجد الرد بأنها لا تناسبهم!! لقد وجدت بأن كل ولاية تدعي أنها تطبق الحرية الحقيقة عكس الولاية المجاورة! بل إنك تتفاجأ بأن تسمع شخصا ما من النرويج أو السويد أو أي من الدول الإسكندنافية مثلا يقول بأن أمريكا ليست بلدا للحرية! الفتاة الاسكندنافية ترى أن المرأة في أمريكا مقموعة ومكبوتة الحرية ويتضح ذلك بإجبارها بتغطية شيء من جسدها وأن القانون يعاقبها إن لم تفعل ذلك وهذا في نظرهم لا يجسد معنى الحرية!! وبهذه القيود ترى أنها لا تستطيع العيش في أمريكا!. أتساءل: ما حدود الحرية؟ وما النموذج الحقيقي الذي يجسد معنى الحرية؟ وإذا أتى شخص ما وأراد نظاما يجسد معنى الحرية فأي نظام يا ترى يعكس ذلك؟ هل هو نظام الحرية المطلقة الموجود في الدول الاسكندنافية؟ أم أنه النظام المتبع في كاليفورنيا؟ أم نظام الحرية المتبع في لاس فيجاس أم تكساس؟! أم أنه من الأفضل أن ينتظر إلى أن تتفق جميع ولايات أمريكا على نظام ومعنى واضح للحرية وبعد ذلك يرى في الأمر؟ أم أنه من الحرية أن يدع للغير الحرية بأن يختاروا ما يناسبهم؟ وهذا ما أعتقد. * رئيس النادي السعودي في جامعة سانت توماس مانيسوتا