•• نحن بكل أمجاد أرضنا وكفاح أهلها عبر كل العصور لا نعرف الاستكانة أو الوهن أو اليأس، ولا نركن إلى أمجاد الماضي ولكننا نصنع المستقبل بعزيمة أولئك الرجال الحكماء الذين آمنوا بحق شعوبهم في العيش مع أمم الأرض في سلام وأمان وعدل. •• لقد تجاوزت هذه البلاد ولله الحمد الكثير من المحن والقلاقل والفتن بحكمة قادتها وبعد نظرهم وصبرهم وجلدهم وكفاحهم من أجل بناء بلادهم.. وكل حدث خير في حياتنا نعرف أن الغد سيأتي بأحداث خيرة أخرى من أجل رفاهية ورقي هذا الوطن المستقر الآمن بفضل الله تعالى ثم بحكمة وعدل قادته. •• وبرغم منجزات هذا الوطن في الماضي الكبرى والمذهلة والتي تحققت في فترات وجيزة من عمر نهضة الشعوب إلا أننا لا نلوي أعناقنا إلى الخلف لكي نتذكر ونفخر فلكل أمة ماضيها وتاريخها وأمجادها وانتصاراتها ولكن لها أيضا حاضرها ومستقبلها ووعيها وإدراكها بضرورة تدعيم أواصر بقائها وتجاوز عقبات ومصاعب نموها وتطورها. •• فالماضي الجميل حتى وإن كان بيتا مترفا نعايشه بالتذكر والحنين إلا أن الحاضر أجمل نعيشه ونحسه ونلمسه ويمكن أن ننطلق منه إلى آفاق لا تحد.. وينبغي أن لا نتحسر على الأيام التي مضت ولن تعود ولكن علينا أن نتطلع إلى المستقبل بكل مصاعبه وأشواكه وتجاوزها بكل جد وعمل.. •• البعض يرى أنه قد تثقل خطواتنا برغم توفر إمكانياتنا المالية والبشرية والكفاءات العلمية الوطنية.. وأي مشكلات عديدة قد تطرأ .. وفي الجانب الآخر قد يحسدنا الكثير على خيرات ونعم بلادنا، ويكثر الطامعون وتحالف قوى الشر لنهب مكتسبات وثروات الوطن.. •• ولكن ألم يكن هؤلاء الحاسدون والكارهون والطامعون موجودين من قبل وعبر سنوات طويلة ومنذ كشفت هذه الأرض عن خيراتها وكنوزها.. لقد كانوا متواجدين بالأمس واليوم وحتى غدا.. •• ولكننا استطعنا وبحمد الله تجاوز كل سموم الشر بالحكمة والصبر.. والعطاء غير المحدود ومد يد العون لكل محتاج في دول العالم.. ويكفي أن العديد من مؤسسات الاقتصاد والمال في العالم قد أوردت بعضها في تقاريرها السنوية بأن المملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة دول العالم بما تقدمه من مساعدات وهبات لمعظم الدول النامية والفقيرة.. ونحن لا نمن على أحد.. وأولياء الأمر لا ينتظرون رد الجميل أو المعروف أو الاعتراف به من أحد.. •• قبل أيام خرج علينا رئيس وزراء دولة عربية تعيش ظروفا اقتصادية صعبة.. ناكرا أي معونة تسلمتها بلاده من أي دولة في العالم سواء العربية أو غير العربية.. برغم أن من كان قبله بأشهر قد اعترف بأنهم تسلموا معونة سخية قدرها خمسمائة مليون دولار وستتبعها عبر صناديق التنمية أكثر من مليار دولار.. كل هذا أنكره شقيقنا الرئيس العربي الذي كان يعمل قبل سنوات طويلة خبيرا في وزارة التخطيط في المملكة.. •• المهم لم أقف عند هذا النكران والجحود.. ولكني تذكرت تلك الكلمات الخالدة للإمام المؤسس والموحد شمل الأمة في هذا الوطن الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.. كان يقول طيب الله ثراه لأبنائه: «الخير بذرة أقذفها خلف ظهرك ولا تلتفت إليها فهي إن جاءت على أرض خصبة تجذرت وازدهرت وأينعت وجادت بثمارها.. وإن جاءت على أرض صلدة وقاحلة لن تزهر ولن تثمر». •• وهكذا هم الرجال فيهم من يثمر في وجهه الخير والمعروف وفيهم من يجحد وينكر ولا يثمر في وجهه الخير.. وهذا يكفي ولا أزيد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة.