«مؤسسات المجتمع المدني وثقافة الحقوق في معرض الكتاب» .. هذان المصطلحان كانا عنوانين لندوة ومحاضرة أقيمتا ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي، وكعادتها المواضيع الهامة في حياتنا لا تمر مناقشتها هامشية بل تحرض الناس على الكلام والذي لم يكن حوارا بقدر ما كان شكوى مريرة وسرد قصص وحكايا حدثت للبعض وعجزت عن حلها مؤسسات المجتمع المدني وثقافة الحقوق، وهكذا كانت ردود الأفعال والنقاشات الجانبية لحضور هاتين الندوتين؛ لأن البعض يعولون على مثل هذه المؤسسات الكثير، ويرون أن في ما تقوم به الحل لما يعانونه من مشاكل، وعلى ما طرح فيها إلا أن الكلام يبقى تنظيرا يبعد عن الواقع الذي يقول إن الموجود منها بعيد عن المأمول غير ذلك فقد جعل منها البعض وسيلة لتحقيق مكاسب ذاتية وحضور طاغ في وسائل الإعلام مع جدولة لا تنتهي في سيرته الذاتية تشير إلى أنه عضو في هذه الجمعية ورئيس لتلك الهيئة، وقريبا من هذا كان التساؤل المطروح على المحاضر الدكتور مرزوق بن تنباك في محاضرته المجتمع المدني ليجيب أن مؤسسات المجتمع المدني كغيرها دخلت إليها مثل هذه الأفكار بحكم أنها تتكون من جماعة بشرية لا تختلف عن غيرها من الجماعات والتي يدخل فيها حب الأفراد لتحقيق النفع الشخصي، المشكلة في أننا ننظر إليها بعين المختلف ونعرف أنها تعاكس غيرها بدعم الأفراد والمجتمعات لتحقيق جزء من الاستقرار النفسي الذي ينتج بطبيعة الحال عن توفر عناصر أخرى يأتي الأمن الغذائي والاجتماعي في مقدمتها، وكل هذه القيم تعتبر حقا للجماعة دون إجبارها على المطالبة بها أو توكيل من يقوم عنها بتحصيل تلك الحقوق، ما يعزز الفكرة المعاناة التي حرضت على سردها ندوة ثقافة الحقوق وأخوات حاضرات يتهامسن بما تعرضن له في رحلة بتلك المؤسسات وكيف أن بعض أعضائها بدل أن ينصف ويساعد وقف مع الطرف الأقوى مقدما الو?ء للقبيلة على الوقوف في جانب الحق والعدل لتتفاقم المعاناة ويصبح المنقذ هو من يطلب الحماية منه، ونحن هنا لا نعمم ولكن الواقع يقول إن الأدوار مازالت ضعيفة بل ويحتاج بعض المنتسبين إليها للمتابعة لمعرفة مدى جديته في تقديم أعمال الخير بعيدا عن حب الظهور ومناصرة جهات تهمه في حال أن دخلت خصما في قضية، وعلى الرغم مما ذكر إلا أن المحاضرة والندوة قدمتا معلومات مفيدة واتضح من خلالهما أن المجتمع يمتلك الوعي والمعرفة للتفرقة بين ما هو فعلا من مهام تلك المؤسسات وما قد يقحمه البعض فيه للوصول إلى أهداف معينة نفعها قد يمتد إلى أبعد مما نتصور.