اشتد السباق .. وحمي الوطيس.. وقوي الصراع إذا صحت التسمية على انتزاع بطولة دوري زين النسخة التي نعيش آخر خمس جولات منها في الأسابيع القليلة المقبلة. الأرقام بين الطرفين الأهلي والشباب تكاد أن تكون متقاربة إلى حد كبير.. ولعل هذا ما يفسر كثيرا احتدام المنافسة بين الطرفين بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الناديين الكبيرين. دعونا في هذه القراءة المحددة أن ننظر أو نتمعن مليا في الأرقام الواردة هنا بين الطرفين فيما يتعلق بالعناصر الأساسية التي ينظر إليها المهتمون بمتابعة هذه المنافسة الشرسة والقوية على بطولة دوري زين، وهو الأقوى والأكثر إثارة ومتعة عربيا وربما آسيويا وبالتأكيد خليجيا. وتميل نسبة البطاقات الصفراء التي تلقاها فريق الشباب إلى الارتفاع مقارنة بالتي تحصل عليها لاعبو فريق الأهلي، والفارق 16 بطاقة لفريق الشباب وهي ليست في صالحة بالتأكيد. وقد تعرض بعض لاعبيه لخطر الإيقاف وهو ما ينطبق على بعض لاعبي فريق الأهلي الذين لديهم عدد مرتفع من البطاقات الصفراء. أما فيما يتعلق بالفوارق في بقية الأرقام فيمكن القول؛ إن هذه الفوارق الملحوظة تكاد أن تكون ضئيلة ولا تذكر على الإطلاق.. ويلاحظ كذلك أن الفريقين الكبيرين تختلف أرقامهما الأساسية التي أوردناها وتكاد تتفوق على أرقام بقية الفرق بالمقارنة في معظم الحالات.. وقد تكون هذه المحصلة هي أحد العوامل الأساسية التي تشرح وتوضح أسباب تفوق الشباب والأهلي هذا الموسم حتى الآن، ورجحان كفتيهما واحتدام المنافسة الشرسة بينهما بهذا الشكل الذي نلاحظه على الأرض وفي المباريات وعبر فعاليات الجماهير التي يتفوق فيها جمهور الأهلي وبشكل ملحوظ على جماهير الشباب التي بدأت أعدادها في التزايد المستمر في الآونة الأخيرة.. كما هو ملاحظ؛ لكن الفارق هنا تصنعه جماهير الأهلي الغفيرة في كل المناطق وذات الفعالية العالية والابتكارية والمؤثرة، وهي التي زفت فريقها هذا الموسم إلى كثير من الانتصارات. فعالية إدارية وتدريبية لا يختلف اثنان على علم بدقائق ومفاعيل وحيثيات كرة القدم الحديثة على أن مدرب فريق الشباب البلجيكي ميشيل برودوم ومدرب فريق الأهلي التشيكي كارل جاروليم، يعتبران أفضل المدربين هذا الموسم خاصة في دوري زين للمحترفين، فقد استطاع كل منهما أن يوظف فعليا وبنجاح كبير إمكانيات فريقه بصورة ممتازة في معظم الحالات والمباريات، واستطاعا أن يسجلا نسبا عالية من النجاح والفوز والأهداف، ناهيك عن الأداء القوي والممتع الذي يقدمه الفريقان. ومن الناحية الإدارية، فان الإدارة المشرفة المباشرة على الفريقين ممثلة في الكابتن القدير طارق كيال والكابتن في كل من الأهلي والشباب سجلت نجاحات ملحوظة، ولا ننسى الدور الكبير والداعم الذي يقدمه رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الأهلي الأمير خالد بن عبدالله، الذي يقف حقيقة خلف التطور الكبير الذي عليه الأهلي هذا الموسم سواء بالدعم والتوجيه الهادئ الرصين واستقطاب لاعبين محليين وأجانب مميزين مثل عقيل بلغيث ومحسن العيسى وحيدر العامر وفكتور وبالومينو والحوسني وكماتشو هذا الموسم، ووقفاته الصادقة والقوية مع الأهلي في كل المجالات، وهو من انعكس بصورة قوية مماثلة على إنجازات الفئات السنية في الأهلي والفريق الأولمبي الذي حقق بطولة كأس الأمير فيصل، وكذلك بقية الفرق السنية، وفي المقابل فإن دعم سمو الأمير خالد بن سلطان رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي الشباب يقف بالتأكيد خلف تفوقه دائما، ولا ننسى أن نشيد بالدور الكبير الذي يلعبه رئيسا الناديين الأمير فهد بن خالد في الأهلي والأستاذ خالد البلطان في الشباب، حيث استقطب مختار فلاته وجيباروف وويندل وفيرناندو مينيغازو وتفاريس. الزخم الإعلامي لوحظ أن فريقي الأهلي والشباب يحظيان هذا الموسم وخاصة في دوري زين للمحترفين بمواكبة ومساندة إعلامية تبدو منظمة في إطارها العام، بحث إن هذا الدعم والمساندة الإعلامية المتعددة الأوجه والأشكال والمنافذ أخذت زخما وبعدا كبيرا مع تنامي حدة المنافسة الشرسة بين الناديين، وإن كان التراشق الإعلامي المحدود بين بعض المنتمين أو المساندين للطرفين قد ظهر على السطح في بعض الأحيان وبشكل غير ملائم، إلا أنه يجب التنويه إلى أن المساندة الإعلامية المباشرة والقوية مثلها مثل المساندة الجماهيرية حق مشروع للكل ضمن إطار المنافسة الرياضية الشريفة. وعلى هذا الأساس المبدئي، فإننا نعتقد أن الزخم والمساندة الإعلامية للأهلي والشباب هذا الموسم قد آتت أكلها حتى الآن.. وننتظر لنرى ماذا ستسفر عنه هذه المنافسة الإعلامية الموازية للمنافسة الحقيقة على أرضية العمليات في ملاعب كرة القدم، حيث يسعى الأهلي إلى بطولة رابعة في تاريخ الدوري والشباب إلى تسجيل الرقم السادس ليساوي النصر في عدد مرات الفوز بالدوري. لمن تكون الغلبة كثيرون هم من أدلوا بدلوهم في من سيحسم الصراع على بطولة زين، وإن كان الهلال حسابيا لا يزال بإمكانه أن يحصد هذه البطولة، إلا أن حظوظه الفعلية قد تلاشت بالفعل بعد نتائج الجولة الأخيرة، وإن ظلت قائمة بالأرقام.. إن كثيرا من العوامل والعناصر والأدوات الموضوعية والفاعلة يمكن أن تحسم صراع وركض الأهلي والشباب نحو اختطاف بطولة دوري زين القوية والعزيزة المنال.. مهر هذه البطولة كبير.. وقد دفع الأهلي والشباب حتى الآن مقدارا كبيرا من هذا المهر.. إلا أن عقد الملكية الحقيقي او عقد الجائزة الكبرى النهائية لازال في حاجة إلى دفعات قوية أخيرة.. تتمثل في حسن الأداء وقوته والمحافظة على الوعي بأهمية البطولة وأهمية كل فرصة وهدف وهجمة وقدرات دفاعية فائقة ونفس طويل وبدلاء جاهزون وحسن تعامل مع الحكام.. وبذل وعطاء واستمرار تصاعد الجهود الإدارية والفنية والشرفية والجماهيرية بنفس الزخم والرتم والأداء، فإن توافرت هذه الظروف والمعطيات جميعها بشكل وثيق وعملي؛ فإن فرص الشباب والأهلي للاستحواذ على هذه البطولة الكبرى تكاد أن تكون متساوية.. وإن تفوق الأهلي أداء وهجوما وجماهيريا وإعلاميا والشباب دفاعا.. وحنكة.. وتساويا تدريبا.. وقدرات إدارية.. فإن المعركة الفاصلة ستكون في التفوق في اللقاء الأخير بين الأهلي والشباب.. هذا إذا لم تتعطل مسيرة أحدهما أو كلاهما بالتعادل أو الخسارة في مباراة أو أخرى لم تدر بالحسبان!! ولننتظر ونرى كيف ينتهي الركض المثير في دوري زين الزين بين عملاقي كرة القدم السعودية الأهلي والشباب. والجدول المرفق يبن بالأرقام أن الفوارق الدقيقة بين الفريقين العتيدين تبدو ضئيلة جدا.. إلا في بعض حالات معينة نشير إليها هنا.. كأن يتفوق الشباب نسبيا في معدلات أطوال اللاعبين، أو يتفوق الأهلي في عدد الأهداف المسجلة حتى الآن بفارق 3 أهداف، أو يتفوق الشباب في نسبة الأهداف المسجلة بالرجل اليمنى في حين أن فريق الأهلي يتفوق في الأهداف المسجلة بالرجل اليسرى وهذه مفهوم في ظل أن معظم أهداف فريق الشباب سجلها ناصر الشمراني وهو يلعب بالرجل اليمنى أساسا، عكس فكتور هداف فريق الأهلي مع عماد الحوسني الرائع.. الذي سجل معظم أهداف فريق الأهلي وهو يلعب بالرجل اليسرى.