كلمة مجانين جمع مجنون وهي صفة لا تدرك معانيها سوى العاشق المتيم الذي بلغ ذروة العشق فلامس حد الجنون، إنها حالة من نوع خاص دوّنها التاريخ (لمجنون) ليلى بن الملوح، وعندما نطابق ذلك العشق سنجد بأن الأمر توأمة لحالة عشق جماهيري تجاه (كيان عريق) لشعاره رونق فريد يميزه عن غيره، أحبوه بل عشقوه إنهم مجانين النادي الأهلي وكفى، في عرف كرة القدم توجد قاعدة بديهية تفيد بأن البطولات تجذب وتجلب أنصار ومشجعين للفرق وعلى ضوء هذا ما تسعى إليه كافة الأندية الحديثة ولكن! للجمهور الأهلاوي كلمة أخرى كسرت تلك القاعدة من خلال تجربة ملموسة على أرض الواقع والتجربة خير برهان، خصوصا وأن الجميع يعلم بأن فريق كرة القدم الأول ابتعد عن بطولة الدوري لمدة قاربت الأربعة عشر عاما، باستثناء الفترة الزمنية التي تم فيها تغيير مسمى الدوري واستبداله بمسمى كأس خادم الحرمين الشريفين بنظام (المربع الذهبي)، والذي استمر طيلة ستة عشر موسما وبالرغم من ذلك الابتعاد الملازم للفريق الأول لكرة القدم ما زال العدد الجماهيري لمحبي النادي الملكي في ازدياد وتفاقم بشتى بقاع المعمورة (اللهم زد وبارك) ليس هذا فحسب، بل هم من صنع الفارق بعد توفيق الله كونهم اللاعب رقم واحد بخلاف مقولة اللاعب رقم (12) فلم ولن يعاقب بالعزوف أوالمقاطعة لأنه جمهور نبيل وفي صبور، وعندما يغضب من لاعبي الفريق جعلنا نشاهد أسمى عبارات العتب والنقاش الحركي لمعشوقه بصورة أدهشت الجميع، حينما شاهدناهم بالمدرجات يقفوا جميعا مستديرين بظهورهم تجاه المستطيل الأخضر، كيف وأين ومتى تم هذا التعاضد لله دركم، جمهور تملكه العشق حد الجنون فتملك ناديا ألا يعتبر هذا الجمهور حالة استثنائية؟! لأنه ساند وآزر وبكثافة حضر فعندما يحضر الجمهور تحضر الأسود وتزأر، بل تشرق شمس الإبداع والجمال والفن والتميز، قدمتم في سابقة تحسب لكم كالنشيد الخاص بالفريق أو «الالتراس» ماذا عساني أذكر لجمهور قدم ولا زال يقدم لنا أجمل اللوحات المواكبة لعصر التطور والرقي فأنتم الراقين والقدوة فكلمات الشكر تعجز بحق الأوفياء وآمل من أعماق قلبي بأن تكلل جهودكم المباركة بالتوفيق والنجاح، بحصد ثمرة بطولة دوري هذا الموسم بحول الله وقوته، فناديكم جديراً بذلك، أيا قلعة المجد والمجد أهلي. همسة: تمر الليالي والشهور ولا أرى غرامي لكم يزداد إلا تماديا.