مازلنا نبتكر «العجلة» في قضية العنف الأسري، ومازال الأطفال يعذبون من بعض أولياء أمورهم كل يوم، آخر ضحية وصلت لها الصحف طفلة من مدينة «عفيف» لم يتجاوز سنها 8 أعوام، تعيش مع والدها وزوجته بعد طلاق أمها، ومن رصد حالة التعذيب مديرة مدرستها وعدد من المعلمات اللاتي لاحظن آثار حروق عميقة على يد الطفلة، مع حالة انطواء وشرود «وربما لو عرضت على طبيب نفسي لأضاف: اكتئابا» . هذا الاكتشاف لم ينقذ الطفلة، إذ بعد محاولة المدرسة تخفيف عذابات الطفلة، عادت لهم بعد أيام وهي تعاني من حروق عميقة باليد اليسرى، وأن من عذبها هذه المرة أفراد أسرتها، أي هذه الطفلة أصبحت وليمة لهم، يفرغون عدوانيتهم فيها، وليس ثمة أحد ينقذ هذه الطفلة. وكانت آلة التعذيب «السخان الكهربائي للماء» الذي عادة يستعمله محققو الدول الديكتاتورية مع المساجين لنزع الاعترافات. الفارق أن تعذيبها لم يكن لنزع الاعترافات، بل لتربيتها كي تصبح فتاة صالحة لا تخبر أحدا عن تعذيبها. قلت: مازلنا نبتكر العجلة، ومازال الأطفال يعذبون، والحجة الدائمة التي نصدم بها «لنا خصوصيتنا» فلا يمكن استحضار قوانين مجتمعات عاشت التجربة وانتهت إلى حلول لها. يقال لنا: البنت عند السادسة تذهب الولاية للأب والابن يخير، يقال أيضا: «أنت ومالك لأبيك» ، وهذا لا اعتراض عليه، ولكن الشرع يقول أيضا بأن الولاية لمن يملك الأهلية، فلن يكون الطفل / الطفلة لأبيهما ما لم يملك أبوهما الأهلية أولا.. خلاصة القول: الشرع يطالبنا بالعدل، والعدل أن نوجد مؤسسة مهمتها أن تتأكد من ذاك البيت الذي سيسكنه الطفل/الطفلة، وإن كان الأب/الأم لا يملكان الأهلية تسقط ولايتهما، وإن امتلكاها إذ ذاك سنقول للطفل: «أنت ومالك لأبيك».. فأهلية الأب/الأم يعني أنه لا يوجد أحد في العالم أحن منهما عليه. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]