إحدى وسائل تحقيق المصالح الإيرانية في نظر قادتها: الإرهاب، الذي أصبح ملتصقا بإيران «كالتصاق الإيراني بسجادته» . فقد مارست إيران الإعدامات والشنق لإيرانيين في الداخل نتيجة اتهامات تتعلق بعضها بمطالب الأقليات العرقية والدينية التي ينتمون إليها، ومن هؤلاء مواطنون مضطهدون في إقليم الأحواز ( عربستان ). فالإيرانيون الفرس امتازوا بأعمال القتل والإرهاب في الداخل والخارج. وقامت الحكومة الإيرانية بإعدامات كثيرة لمعارضين في داخل إيران، بعد إلصاق تهم ملفقة ضدهم، وقد قتل الضابط الإيراني درويش شريفي، من الحرس الثوري، إثر حادث مروري مدبر له في (15/12/2010م). حتى المخدرات استخدمها الإيرانيون كوسيلة للإرهاب، وذراع لخدمة مصالحهم، ففي (نوفمبر 2011م ) أحبطت دولة الإمارات العربية عملية تهريب (213) كيلو من المخدرات القادمة من إيران، وأعلنت استراليا، في (فبراير 2012م )، عن مصادرتها لشحنة مخدرات قادمة منها، وفي أوائل (مارس 2012م ) قبضت المملكة على عصابة من الإيرانيين والباكستانيين حاولوا تهريب نصف طن من المخدرات القادمة من إيران، وقد اعترف أفراد العصابة بقيام جهات إيرانية مسؤولة بتسهيل استخدام السواحل الإيرانية، لإغراق دول الخليج العربية بالمخدرات. وطبقا لتقارير دولية، فإن الحرس الثوري الإيراني يعتمد على تجارة المخدرات لتمويل نشاطاته المشبوهة. مع ذلك يتهم الإيرانيون العرب بالإرهاب، لكن حسين شريعة مداري، الصحافي بجريدة كيهان، والمستشار للمرشد الأعلى، أكد عكس ذلك عندما حرض في (17/4/2011م) على اغتيال السعوديين في مختلف دول العالم، وخص أولئك العاملين منهم في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وفي التالي إشارة لبعض الأعمال الإرهابية التي قامت وساهمت في حدوثها حكومة إيران الإسلامية وعملاؤها: ففي بيروت عام (1983م)، فجرت إيران السفارة الأمريكية، وفي عام (1985م) خطف إيرانيون في مطار بيروت طائرة لشركة (wI)، وتورطت إيران في قتل رفيق الحريري (14/2/2005م)، واغتالت عام (1989م) زعيم الحزب التركستاني المعارض عبد الرحمن قاسملو في فينا، النمسا. واغتالت في برلين عام (1992م ) صادق سرفكندي، خليفة قاسملو. كما اغتالت الاستخبارات الإيرانية في دبي (4/6/1989م)، المعارض الإيراني العقيد عطاء الله باي أحمدي، وفي باريس عام (1991م) اغتالت الاستخبارات الإيرانية، شاهبور بختيار، رئيس الوزراء في عهد الشاه. وفجرت إيران عام (1992م) السفارة الإسرائيلية، في بيونس أيرس، عاصمة الأرجنتين، وفي عام (1994م) فجرت المركز اليهودي فيها. وفي العراق اغتالت إيران المعارض الإيراني سيد مجيد الخوئي في (10/4/2003م)، وساعدت في (أغسطس 2003م) على اغتيال آية الله محمد باقر الحكيم، واغتيالات أخرى في العراق، وحاولت اغتيال السياسي الشيعي العراقي إياد جمال الدين بسبب وقوفه ضد سياسة إيران في العراق، كما تشير أصابع الاتهام إلى إيران عن التفجيرات التي حدثت مؤخرا في الهند وتايلاند ضد الإسرائيليين. لقد تميزت سياسات إيران الصفوية بأعمال الاغتيالات والإرهاب ظنا من قادتها الفرس أن اللجوء لهذه الأعمال يخدم المصالح الإيرانية، ولكن ذلك سيقود حتما للفشل في تحقيق الهدف من وراء هذه الأعمال.. والله أعلم.