أطلق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، البارحة، معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 1433، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، في مركز المعارض الدولية في الرياض. واعتبر الوزير خوجة المعرض فرصة سياحة ثقافية ممتعة، ولتجديد العهد بالكتاب، رافعا شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لاهتماماته بالكتاب، موضحا أن المعرض امتداد لتقليد عربي تليد في الزمان والمكان، إذ نبتهج بالكتاب ونحتفل به، مما يجعله صورة مشرقة في حاضرنا العربي. وقال خوجة: «ها نحن نجدد عهدنا بالكتاب ونعلن فرحنا بالكتاب، الذي ننتظره في كل موسم عاما بعد عام، فلا أعظم ولا أجمل من لقاء الكتب، الكتاب له سطوته وحضوره في تعبيره عن الثقافة والمعرفة بروح فتية جديدة نشيطة، فما تبارى قوم في حب الكتب كما تبارى تاريخ هذه الأمة وحاضرها التليد، والذين أنزلوا الكتاب منزلة شامخة، ليشيع العلم وينتشر حضور العلماء الذين انشغلوا بالعلم وافتتنوا بالمعرفة». وأكد على أهمية تعليم الأبناء حب الكتاب والقراءة، ولنعلمهم أنهم ينتمون إلى أمة أحبت الكتاب، وأبدعت في تأليفه، ولتعريفهم بجهود المؤلفين الذين أسهموا في بناء حضارتنا الإسلامية بما دونوه ووثقوه وحققوه من معارف ثرية.. عبر فترات تاريخنا المفعمة بالمعرفة والعلم من خلال الكتاب في مختلف فنون الأدب والمعارف. واختتم وزير الثقافة والإعلام كلمته بالترحيب بضيف شرف المعرض السويد، مشيرا إلى أن ذلك يتيح الفرصة للتعرف على الثقافة السويدية من خلال ما يقدمونه من برامج ثقافية، ويتعرف السويديون على الأدب السعودي، مستعرضا ما تمثله الجوائز السويدية في مجالات الثقافة عالميا، والتي تأتي امتدادا لأهمية الثقافة في التواصل مع المعرفة العالمية. وأشاد بما قدمه المكرمون الآثاريون في هذه الدورة من المعرض، والذين أسهموا بدورهم باحثين ومعلمين في حقول المعرفة الآثارية معتبرا تكريمهم صورة تذكار للبحث التاريخي القديم في ذاكرتنا العربية، ومشيدا بدور الإبداع في المشهد الثقافي الذي احتفت به الوزارة من خلال جائزتها للكتاب بدءا بهذه الدورة، ومشيدا بدور وكالة الوزارة لشؤونها الثقافية، وجميع الوكالات التي أسهمت في هذه التظاهرة الوطنية.. راجيا أن يجد جميع زوار المعرض ما يلبي حبهم للكتاب، وفي برامجه ما يثري معارفهم الثقافية. الحياة قراءة من جانبه، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان أن الوزارة سعدت بإضافة مجموعة من الأنشطة والبرامج الجديدة التي تواكب السير الإيجابي الذي تنتهجه نحو صناعة كتاب متميز، ومن ذلك تخصيص جائزة لعشرة كتب متميزة في مجالات مختلفة، وجوائز لأفضل تصاميم للكتب وأغلفتها، وفتح المجال للنشر الإلكتروني للكتب، وتدشين معرض الكتاب الافتراضي، وتوفير خدمة إلكترونية للزوار لمساعدة الباحثين في الوصول إلى دور النشر والعناوين المطلوبة بيسر وسهولة، وإتاحة الفرصة للمؤلفين السعوديين الذين ليس لكتبهم ناشر محدد أن يعرضوا كتبهم في الجناح الخاص ليطلع عليها رواد الفكر في المملكة الذين أسهمت مؤلفاتهم في تشكيل خارطة الثقافة في المجتمع السعودي. وتطلع الحجيلان أن يقدم المعرض تجربة ثقافية إيجابية من خلال زيارته والتفاعل مع برامجه والاستفادة من التنوع المعرفي الذي يحويه، مفيدا أن اللجنة الثقافية اختارت للمعرض عنوانا هذا العام هو «الحياة .. قراءة»، من منطلق أن القراءة توصلنا إلى المعرفة، وتفتح لنا الأفق لمعرفة ما لم نعرفه، ورؤية ما لم نره، وهذا ما يعطي المرء فرصة أفضل لقراءة أكثر توازنا في فهم القضايا، وإدراك الأحداث، ومن ثم الوصول إلى قرار دقيق وحكم عاجل على الأمور. وبين الحجيلان أن هذه الدورة من المعرض هي اجتهاد قائم على الإخلاص لتحقيق الأهداف السامية لنشر الثقافة والمحبة والوئام ويهدف إلى تلبية تطلعات راعي هذا المعرض خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ويواكب خطط هذه الوزارة وأهدافها. ضيف الشرف مدير عام المعهد السويدي أنيكا ريمبي، شكرت في كلمتها المملكة قيادة وشعبا على كرم الضيافة، واستضافتها للسويد لتكون ضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، معبرة عن سعادة السويد بالاطلاع على الثقافة السعودية من خلال هذا المعرض الدولي الذي نشارك فيه بصفة ضيف شرف، مشيرة إلى أن الترجمة وتبادل الأدب يعزز التواصل بين الشعوب في العالم أجمع وبين الشعب السعودي والسويدي بشكل خاص. وأوضحت أن الحكومة السويدية خصصت أكبر جائزة لأدب الطفل متجاوزة الدور الاجتماعي والترفيهي، مؤكدة أن انتشار المكتبات في السويد أسهم في نشر البحوث والابتكار على مستوى البلاد، لافتة النظر إلى أن القراءة تعد أكبر محفز لظهور المبدعين في مختلف مجالات الحياة.