لم تشهد اليمن في عصرها الحديث أزمة طاحنة أتت على الأخضر واليابس، كالتي عاشتها السنة الماضية، وحتى يتجاوز اليمنيون إفرازات المماحكات السياسية التي عاشوها طيلة عام كامل، تتطلب المرحلة المقبلة تكاتف الجميع والجلوس على طاولة حوار تجمع ولا تفرق، لتبادل وجهات النظر، ومعالجة جميع القضايا العالقة خطوة بخطوة دون تسرع. ويأتي دور الشباب كأبرز عنصر في المعادلة السياسية في البلاد على طليعة المطالبين بالاستجابة للدعوات التي توجهها حكومة الوفاق للحوار، والاستماع إلى رأي العقل والحكمة، بدلا من تأجيج الأزمة مرة أخرى، كما يتوجب على حكومة الوفاق أن تصغي باهتمام لمطالب أولئك الفتية، وتسعى لتحقيق تطلعاتهم وفقا للأوضاع والظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، شريطة ألا يستنفد ذلك وقتا طويلا، إذ يعد هذا أول اختبار حقيقي للحكومة، وعليها أن تؤدي دورها في المحافظة على التوازن بين الطلبات المعيشية وإرساء الأمن والاستقرار حتى تتجاوز البلاد أزماتها الاقتصادية الخانقة. وتفرض المرحلة الراهنة العديد من التنازلات من الطرفين، وحتى لا تنتكس حالة الوفاق التي تعيشها البلاد ويدخل اليمن في نفق الصراعات من جديد، فالجميع مطالب يإعطاء الفرصة لتنفيذ البنود التوافقية التي لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، لذا فالدور الرئيس عليكم أنتم أيها الساكنون في الساحات، فبلدكم لا يحتمل المزيد من الصراعات التي باتت سمة غالبة عليه، فحقه علينا الالتفات له، والتسامي عن الصغائر، ودفعه للمضي للحاق بركب التنمية.