تترقب الأوساط العربية والإقليمية باهتمام زيارة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسورية كوفي عنان إلى القاهرة غدا في مستهل مهمه شاقة، لإيجاد حل للأزمة السورية المستعصية وسبل تنفيذ قرار الجمعية العامة بشأن وقف العمليات العسكرية وتشكيل قوات عربية أممية لحفظ السلام والنظر في انتقال سلمي للسلطة. وسيجري عنان أول مباحثات من نوعها مع الأمين العام للجامعه العربية نبيل العربي لاستشراف الخطوات التي سيتخذها لمباشرة مهمته والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة لها لكي تحقق أهدافها بحسب ما أفادت به مصادر عربية. وأعرب العربي في تصريح ل «عكاظ» عن ثقته في قدرات عنان السياسية والتفاوضية وتفهمه للوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري، وما يتمتع به من خبرات تراكمية وكفاءات متعددة سواء من خلال عمله كأمين عام سابق للأمم المتحدة أو اتصالاته وعلاقاته مع دول المنطقة. وطالب العربي النظام السوري بالتجاوب إيجابيا مع مهمة المبعوث الأممي العربي، مجددا دعوته لدمشق بسرعة وقف كل أشكال القتل حتى يمكن تهيئة الأجواء لإجراء حوار سياسي. ورأى أن فرص نجاح مهمة عنان قائمة في حال تعاونت معه كافة الأطراف بجدية، مؤكدا أن الأبواب لم تغلق أمام العمل السياسي بعد. وأعلن العربي أنه جرى تعيين وزير خارجية دولة فلسطين الأسبق الدكتور ناصر القدوة نائبا للمبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للأزمة السورية كوفي عنان. وأفاد في بيان صحفي أن اختيار القدوة لهذه المهمة جاء بصورة مشتركة بين الجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتشاور مع كوفي عنان، موضحا أن دمشق ستستقبل عنان في العاشر من مارس الحالي. بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن المملكة تتابع بقلق بالغ وأسف شديد الأوضاع في سورية، وتزايد أعمال العنف ما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى الأبرياء. ونوه في كلمته خلال المؤتمر ال 18 للاتحاد البرلماني العربي الذي انطلق في الكويت أمس بحضور أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالمصالحة الفلسطينية التي تمت مؤخرا بين الأشقاء الفلسطينيين في دولة قطر الشقيقة، متمنيا أن تكون هذه المصالحة نهاية لعهد التنافر بين الأشقاء. من جهتها، أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس أمس، أن نظام الأسد سمح لها بزيارة سورية، مشيرة إلى أنها ستصلها غدا وتغادرها الجمعة المقبلة.