زارني في مكتبي الأسبوع الماضي أحد أصدقائي الأعزاء وروى لي قصة عن إمام مسجد الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه في مكةالمكرمة وذكر لي أن خطبة الإمام كانت عن «حسن التبعل» بضم ال «ح». أعجبت بما رواه لي الصديق فوعدته بأن أنقل موضوع الخطبة للقراء. فحسن التبعل معناه أن تحسن المرأة عشرة زوجها وتطيعه في غير معصية الله تعالى، والبعل هو الزوج والتبعل هو حسن العشرة بين الزوجين. فالحياة السعيدة موجودة، ولكن كيف لنا بتطبيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه للمرأة الصالحه: (إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في ماله ونفسها). التزين للزوج مهم ومما يتفق الجميع عليه وهو من أوثق الطرق للعشرة الهنيئة بين الزوجين، يطمع الزوج بامرأة منقادة تطيعه ويكون هو القوام عليها لأنه سبحانه خلق الرجل بالفطرة يرفض المرأة القوية المسترجلة، والطاعة لا تكون إلا في ما يرضي الله. وحفظه في غيبته هو عدم إفشاء الأسرار بينهما، وهذا بعكس ما نراه في هذا الزمن من حفظة الحجاب الشرعي وعدم التبرج بزينة محلات الكوفير. من حفظه أيضا كل ما لا يرغب منك عمله، فما لا يريده وهو موجود لا يريده أيضا وهو غائب. ومن حفظه عدم خيانته سواء بنظر محرم أو سماع أو غيرة. ومن حفظه الحفاظ على ماله وعدم صرفه إلا في حدود وعدم الإسراف. أخواتي لو أننا جميعا نسعى وراء تطبيق ما جاء في هذا الحديث التطبيق الصحيح المعتمد على الفهم الصحيح للسنة، والله ثم والله لوجدنا الجميع بسعادة غامرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة جاءته تستأذنه في أن لها ضرة وتريد أن تفتخر عليها بأن زوجها يعطيها ويعطيها فقال: (المتشبع بما ليس لديه كلابس ثوبي زور). وأعتقد أن الحديث لا يحتاج إلى شرح فالمرأة ليس لها أن تقول أعطاني وأعطاني وهو لم يعطها لتغيظ ضراتها أو قريباتها. ومنها أيضا كفران العشير وإنكار معروفه، فبعضهن لا ترى زوجها يعطيها أو يؤدي حقوقها وتظل ترى فلانة وعلانة أفضل منها وهي تقع في كفران الزوج بما لا تدري أو تدري. وإذا أردت حياة سعيدة وهنية أيتها الزوجة أبعدي المنكرات من بيتك لتحل فيه البركة. ومن أعظم المنكرات التى ابتليت بها الأمة الإسلامية هو الغزو الفضائى والاتصالات المرئية والصوتية. أزيلى ذلك النعيق الذى يملأ البيت صخبا ويجلب الشياطين وأبدليه بالقنوات النافعة التى فيها ذكر لله وقراءة القرآن والثقافة والعلم، وبهذا سيرتاح جسدك وفكرك وسترتاحين من عمل المبالغات التى تتعب الجسد لجذب انتباه زوجك وإثبات أنك أفضل من اللاتى يراهن فى (الستالايت) ويرتاح فكرك من عمل المقارنات بينك وبين من ترينهن وكيف لك أن تكونى أكثر جمالا وأناقه منهن؟. لن نشعر بالسعادة إذا ابتعدنا عن الله. الموضوع ليس بالجديد ولكنه تذكرة في زمن نسينا فيه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وابتعدنا عن سيرته وهديه فأصابنا ما أصابنا بما عملت أيدينا، وللحديث بقية. فاكس 6079343