أجهز مرض السرطان الأسبوع الماضي على والدة أشواق، الفتاة التي تعيش وأمها بلا هوية، بسبب امتناع الأب عن ضمهما لدفتر العائلة، منذ أكثر من عقدين، بعد انعزاله عن زوجته الأولى ولم تتمكن من دخول المستشفى بسبب عدم وجود هوية، بعد أن رفض مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة استقبالها أو علاجها، الأمر الذي دعا لتدخل مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود، في أعقاب ما نشرته «عكاظ» عن الحالة قبل عام في 17 شوال الماضي 1432ه، وما تم إعادة نشره في 14 ربيع الأول الماضي، حيث تم إحضار والد أشواق وإلزامه بضم أبنائه لدفتر العائلة. وفيما بكت أشواق اللحظات العصيبة التي عاشتها والدتها، حتى انتقالها لرحمة الله، أشارت إلى أنها تركت داخلها فراغا كبيرا لا يمكن أن يملؤه أحد، داعية الله أن يتولاها برحمته، مشيرة إلى أنها لطالما حلمت بأن تجد بناتها مضافات في دفتر العائلة مع والدهما الذي يعيش في الرياض برفقة زوجته الثانية. فيما أشادت أشواق بالهلال الأحمر الذي وفر لوالدتها النقل إلى المستشفى قبل وفاتها، لتدخل العناية الفائقة وتلفظ أنفاسها داخلها. من جانبه، أوضح والد أشواق عبدالله سعيد البيشي ل«عكاظ» حاجة ابنته لجراحة عاجلة حيث تعاني من ثقب في القلب، مما يتطلب عملية صمام، نافيا أن يكون قاسيا على أبنائه، مشيرا إلى تعقيدات بيروقراطية هي السبب في تعطيل ضم أبنائه لدفتر العائلة. وكانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، قضت بإحضار الأب بالقوة الجبرية من مقر إقامته بالرياض، ليكتب تعهدا في مركز شرطة النزلتين في جدة لضم أبنائه لدفتر العائلة. إلا أن والد أشواق بدا مصرا على أنه وجد صعوبة في ضم بناته من طليقته منذ عشر سنوات، مشيرا إلى نيته مقاضاة المستشفيات التي رفضت استقبال أسرته للعلاج، خاصة أنهن مواطنات، وهناك مشهد من أحوال منطقة الرياض بذلك، كما لديهن صك شرعي من محكمة الرياض يثبت أن أشواق وشقيقاتها هن بناتي. من جانبه، شدد مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي باداود أنه يتابع حالة أشواق وأخواتها، منذ البداية، وفي حال رفض علاجهن، مستعد للتدخل شخصيا.