أعطت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) لفعاليات منتدى جدة الاقتصادي 2012م، دفعة كبيرة للحدث العالمي في نسخته الثانية عشرة، حيث ظهرت الحماسة بادية على المشاركين في حفل الافتتاح الذي دشنه مساء أمس، الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، بحضور كوكبة من أبرز الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية وأكثر من 50 متحدثا محليا ودوليا، حيث تستمر فعالياته بفندق جدة هيلتون على مدار أربعة أيام لمناقشة مستقبل الاقتصاد السعودي والخليجي. وجاء حفل الافتتاح الذي انطلق عند التاسعة من مساء أمس مبهرا ومواكبا للفرحة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه الجميع، وظهر ذلك جليا في العرض المرئي المبهر الذي ركز بشكل كبير على عروس البحر الأحمر قبل أن يلقي رئيس غرفة جدة صالح كامل كلمة اعتبر خلالها أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حدث مهم في تاريخ المنتدى، وأعقبت كلمته فيلم تسجيلي وثائقي عن تاريخ وحكاية المنتدى من بدايته حتى الآن، ثم أعطى الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة شارة البدء للفعاليات. ورحب وزير التجارة والصناعة بالمشاركين من مختلف بقاع العالم، متمنيا أن تتلاقح الأفكار وتتجمع الرؤى لخدمة أهم القضايا الاقتصادية العالمية، خصوصا قضايا منطقة الشرق الأوسط. وقال خلال كلمته في الحفل: يشرفني نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حضور منتدى جدة الاقتصادي، الذي أصبح منبرا متميزا من خلال استضافته كوكبة من الخبراء من المملكة وخارجها، وقد تبين خلال السنوات الماضية وخلال ما مر به العالم من أزمة عالمية، متانة وقوة الاقتصاد السعودي، بل إن الإجراءات والبرامج التي تبنتها المملكة كان لها أثر فعال، ساهم في المساهمة من تجاوز الأزمة التي هزت العالم كله، وقد خطت المملكة خطوات كبيرة نحو تحسين اقتصادها، ظهر ذلك في القاعدة الصلبة التي يقوم عليها الاقتصاد السعودي. وفي هذا الإطار، قامت المملكة باتخاذ عدد من القرارات لتعزيز مكانة اقتصادنا، حيث أصبحت البيئة التجارية والصناعية تتمتع بمزايا عديدة وتوفر فرصا استثمارية واعدة ومحفزة، وتأكيدا لذلك ما تضمنه تقرير البنك الدولي الذي صنف المملكة في المرتبة الثانية عشرة ما بين 188 دولة. وأضاف: انعكست الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها المملكة على البيئة الاقتصادية الموجودة حاليا، حيث تشير الإحصاءات إلى زيادة الناتج المحلي بنسبة 28% عما تحقق في عام 2010م نتيجة نمو القطاع البترولي بنسبة 40%، وعلى صعيد التجارة الخارجية بلغت الإيرادات 1300 مليار ريال، بزيادة 37% عن العام السابق، ويتوقع أن تزيد 14% في العام المقبل، أما الواردات فبلغت 320 مليارا بزيادة 2% عن العام السابق، وبالتالي حقق الميزان الاقتصادي فائض 315 مليارا بنسبة 59%، وأخذت وزارة التجارة والصناعة أخذت على عاتقها العمل على إيجاد بيئة تشجع رجال الأعمال والمستثمرين، وهي تدرك أهمية تحقيق تطلعات الطرف الآخر من المعادلة (المواطن)، إذ إن نجاح الوزارة يجب أن يكون مقرونا بتحقيق الأهداف التنموية تهدف إلى تحقيق تطلعات المستهلك والمواطن. من جانبه، قال رئيس المنتدى ورئيس غرفة جدة صالح كامل في كلمته بحفل الافتتاح: لا بد أن نتقدم في البداية بخالص الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرعاه الله- على تفضله برعاية هذا المنتدى، وانتدابه -يحفظه الله- وزير التجارة والصناعة بالمملكة لينوب عنه في هذا المنتدى، تأكيدا من مقامه السامي على أهمية مخرجات هذا المنتدى إن شاء الله، ويسعدنا الترحيب بالدكتور توفيق الربيعة الذي يسعدني الترحيب به وتهنئته مرتين؛ إحداهما لأنه لأول مرة يحضر منتدانا كوزير للتجارة والصناعة، والأخرى لحضوره كممثل لراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، فهنيئا لمعاليه الثقة المتتالية، والعرفان موصول لأمير الإبداع والتميز حامل لواء الارتقاء بمنطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، الذي يعود له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتقال المنطقة إلى شعلة من النشاط لبلوغ العالمية في مختلف المجالات، وسنستمتع في معيته مع الشباب بلقائه مع الشباب في نهاية فعاليات المنتدى، وبالطبع لا يفوتنا تقديم الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة على دوام دعمه للغرفة التجارية ومتابعته لشؤونها وتسهيل أمورها. وأضاف: إن عملية التخطيط للمستقبل ليست كمالية من الكماليات، بل هي واجب من الواجبات، وضرورة من الضروريات لتستمر الحياة كما يتمناها الإنسان. وشدد كامل على ضرورة المحاور التي ستجري مناقشتها خلال فعاليات المنتدى. وقال: أما وقد اخترنا شعارا لمنتدانا (ما بعد الأفاق) فالأفق هو من النظر، والنظر محدود الإمكان، لكننا هنا نتطلع إلى ما وراء النظر إلى الرفاه إلى النماء، إلى التوازن المدروس إلى ما يحط بنا على الثرايا، إلى يومنا وغدنا ومستقبل أجيالنا، ولنا في ذلك استصحاب الدروس والمواعظ، والاستئناس بتجارب من حولنا. تكريم عكاظ وكرم الدكتور الربيعة الشركات الراعية وفي طليعتها مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر واستلم التكريم بالنيابة عن مدير عام المؤسسة عبدالعزيز السحلي وتم كذلك تكريم مجلة مناسبتي واستلم التكريم عبدالله الحسون مدير العلاقات العامة وخدمة المجتمع.