برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز افتتح الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة منتدى جدة الاقتصادي 2012م بحضور كوكبة من أبرز الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية وأكثر من (50) متحدث محلي ودولي، حيث تستمر فعالياته بفندق جدة هيلتون على مدار أربع أيام لمناقشة مستقبل الاقتصاد السعودي والخليجي. ورحب وزير التجارة والصناعة بالمشاركين من مختلف بقاع العالم، قبل أن يعطي شارة البدء لانطلاق الحدث العالمي الكبير، متمنيا أن تتلاقح الأفكار وتتجمع الرؤى لخدمة أهم القضايا الاقتصادية العالمية وخصوصاً قضايا منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية الموضوعات المطروحة والمحاور التي سيجري مناقشاتها خلال الجلسات العلمية ال(12) التي تشهدها الأيام الثلاث المقبلة. وقال خلال كلمته في الحفل: يشرفني نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حضور منتدى جدة الاقتصادي الذي أصبح منبراً متميزاً من خلال استضافته كوكبة من الخبراء من المملكة وخارجها، وقد تبين خلال السنوات الماضية وخلال ما مر به العالم من أزمة عالمية، متانة وقوة الاقتصاد السعودي، بل أن الإجراءات والبرامج التي تبنتها المملكة كان لها أثر فعال، ساهم في المساهمة من تجاوز الأزمة التي هزت العالم كله، وقد خطت المملكة خطوات كبيرة نحو تحسين اقتصادها، ظهر ذلك في القاعدة الصلبة التي يقوم عليها الاقتصاد السعودي، وفي هذا الإطار قامت المملكة باتخاذ عدد من القرارات لتعزيز مكانة اقتصادنا، حيث أصبحت البيئة التجارية والصناعية تتمتع بمزايا عديدة وتوفر فرص استثمارية واعدة ومحفزة، وتأكيداً لذلك ما تضمنه تقرير البنك الدولي الذي صنف المملكة في المرتبة الثانية عشرة ما بين (188) دولة. وأضاف: انعكست الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها المملكة على البيئة الاقتصادية الموجودة حالياً، حيث تشير الإحصاءات إلى زيادة الناتج المحلي بنسبة 28% عما تحقق في عام 2010م نتيجة نمو القطاع البترولي بنسبة 40%، وعلى صعيد التجارة الخارجية بلغت الإيرادات 1300 مليار ريال، بزيادة 37% عن العام السابق، ويتوقع أن تزيد 14% في العام المقبل، أما الواردات فبلغت 320 مليار بزيادة 2% عن العام السابق، وبالتالي حقق الميزان الاقتصادي فائض 315 مليار بنسبة 59%، وأخذت وزارة التجارة والصناعة أخذت على عاتقها العمل على إيجاد بيئة تشجع رجال الأعمال والمستثمرين، وهي تدرك أهمية تحقيق تطلعات الطرف الأخر من المعادلة (المواطن)، إذ أن نجاح الوزارة يجب أن يكون مقروناً بتحقيق الأهداف التنموية تهدف إلى تحقيق تطلعات المستهلك والمواطن. من جانبه.. قال الشيخ صالح كامل رئيس المنتدى ورئيس غرفة جدة في كلمته بحفل الافتتاح: لابد أن نتقدم في البداية بخالص الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يرعاه الله) على تفضله برعاية هذا المنتدى، وانتدابه يحفظه الله معالي وزير التجارة والصناعة بالمملكة لينوب عنه في هذا المنتدى، تأكيداً من مقامه السامي على أهمية مخرجات هذا المنتدى إن شاء الله، ويسعدنا الترحيب بالدكتور توفيق الربيعة الذي يسعدني الترحيب به وتهنئته مرتين.. أحداهما لأنه لأول مرة يحضر منتدانا كوزير للتجارة والصناعة، والأخرى لحضوره كممثل لراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، فهنيئاً لمعاليه الثقة المتتالية، والعرفان موصول لأمير الإبداع والتميز حامل لواء الارتقاء بمنطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، الذي يعود له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتقال المنطقة إلى شعلة من النشاط لبلوغ العالمية في مختلف المجالات، وسنستمتع في معيته مع الشباب بلقاءه مع الشباب في نهاية فعاليات المنتدى، وبالطبع لا يفوتنا تقديم الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة على دوام دعمه للغرفة التجارية ومتابعته لشئونها وتسهيل أمورها. ورحب كامل بالمشاركين في المنتدى قائلاً: أهلاً وسهلاً بكم في رحال الثغر الباسم للمملكة العربية السعودية مدينة جدة، ومرحى بكم مشاركين برأيكم وفكركم وعلمكم لإثراء فعاليات هذا المنتدى الذي نرجو أن تأتي ثمرته على قدر التطلعات والآمال، أمال الغد الزاهر وتطلعات المستقبل الباهر، اجتمعنا لنستشرف غدنا بخطى علمية واضحة المعالم ولتزيل عنا الخوف الفطري للإنسان مما تخبأه له الأقدار، التأم شملنا الكريم لنتدارس الممكن من الوسائل لتحقيق الأهداف ولنأخذ بالأسباب لمواجهة التوقعات مع التزام الحيطة والحذر وعدم الغرق في التفاؤل. وأضاف: إن عملية التخطيط للمستقبل ليست كمالية من الكماليات، بل هي واجب من الواجبات، وضرورة من الضروريات لتستمر الحياة كما يتمناها الإنسان، فالخالق العظيم والمخطط والمدبر للكون عندما أنزل الرسالة المحمدية على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خطط له منهج التبليغ في مراحل، بدء من (يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطر، والرجز فاهجر) ثم من مرحلة السرية الشخصية انتقل التخطيط لدائرة أكبر (وأنذر عشيرتك الأقربين) ثم تتالت المراحل إلى الجهر والهجرة والبيعات والتخطيط للحروب ثم الدولة المدنية، وعندما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة خطط للدعوة وللمجتمع المدني، وبالتخطيط السليم بنيت الدولة الإسلامية دعوياً واجتماعياً واقتصادياً وانطلقت في الأفاق. وشدد الشيخ صالح كامل على ضرورة المحاور التي سيجري مناقشتها خلال الفعاليات.. وقال: أما وقد اخترنا شعاراً لمنتدانا (ما بعد الأفاق) فالأفق هو من النظر، والنظر محدود الإمكان، لكننا هنا نتطلع إلى ما وراء النظر إلى الرفاه إلى النماء، إلى التوازن المدروس إلى ما يحط بنا على الثرايا، إلى يومنا وغدنا ومستقبل أجيالنا، ولنا في ذلك استصحاب الدروس والمواعظ، والاستئناس بتجارب من حولنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نحن هنا نستشرف أفاقنا بكل انشراح واطمئنان بكل ارتياح وسلام، في شواهد محيطة بنا، وهي ليست عنا ببعيد، وبالله عليكم منذ متى كان التنكيل والفتك والتقتيل ربيعاً، والله لا نراه إلا لهيباً عربياً كادت أن تتداعى به علينا الأمم، كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ويارب نسألك اللطف بعبادك وأن يعود إخواننا وأهلنا وأعزاؤنا إلى ما يستحقونه من رفاه ونمو وعيش كريم، وقبل العيش الأمن والأمان، وأن يلهمهم الاعتدال والصواب. وتابع: بعد تأمل تلك الشواهد والمعطيات وما سلف من أزمات كارثية، نأمل أن يكون اختيارنا لمحاور البحث والنقاش متوافقاً متسقاً من الأمل والطموح لبناء اقتصاد الغد، ولتعميق الطرح وتأصيل الرؤى وتقريبها للواقع، توخينا استصحاب تجارب الآخرين، وتعمدنا تدارس النماذج العالمية المتعاونة والمتكاملة وخصصنا لذلك اليوم الأول من أيام المنتدى. وعبر رئيس غرفة جدة عن شكره وتقديره لمؤسس منتدى جدة الاقتصادي، وقال: لأن الفضل لأهله ينسب، وبمناسبة انتهاء فترة عمله رئيساً للهيئة العامة للاستثمار، فإن من الواجب علينا إسداء الشكر والعرفان لمعالي الدكتور عمرو الدباغ الذي أسس هذا المنتدى قبل ثلاثة عشرة عاماً، وقد حان أوان تكريمه على حسن صنيعه وتسخيره لفكره وجهده، وعلنا بذلك نستنهض همم شبابنا ونحفز قدراتهم على الإقتداء ببلدهم، وفي اعتلاءه المنصب الوزاري قبل بضعة أعوام أبلغ دليل على احتواء واحتفاء الدولة وتكريمها لشبابها المثابر المجد وفسح المجال لهم لارتقاء أعلى السلم الوظيفي، وشعارها (وفي ذلك فلتنافس المتنافسون). وأشاد كامل بالدور الكبير الذي لعبته الدكتور لمى السليمان نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية، مشيراً أنها قادت مسيرة العمل من خلف الكواليس وكان لها الدور الأبرز في تنظيم الدورة الحالية، كما أشاد بالعمل الكبير الذي قام به الأمين العام للغرفة عدنان مندورة، وكرم رئيس المتندى إضافة الدكتور عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة السابق، إضافة إلى مؤسس المنتدى الدكتور عمرو الدباغ. على صعيد آخر.. تنطلق عند العاشرة من صباح اليوم الأحد الجلسات العلمية للمنتدى بمشاركة (50) متحدثا عالمياً ومحلياً، حيث تطغى الصبغة العالمية على جلسات اليوم (ما بعد التكتلات)، في حين سيتم التركيز على التغييرات الإقليمية في جلسات الغد، ويجري التركيز على الجانب المحلي في اليوم الأخير، الذي يشهد حوار مفتوح بين الشباب والفتيات وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة.