لم يتعرض شعب في التاريخ الحديث للاضطهاد والشتات والتهجير وإنكار الحقوق المشروعة كما تعرض له الشعب الفلسطيني الذي مورست ضده كافة أعمال القمع والقتل والتشريد منذ ما يقارب ال 70 عاما، ومع ذلك استطاع الشعب الفلسطيني أن يصمد وأن يوحد جهوده ويلم شتاته ويقاوم أية محاولة لتذويب قضيته ومحو هويته وأن يقنع العالم بعدالتها، واستطاع كذلك عبر المقاومة المشروعة في البدء ثم بالحوار الجاد والصادق أن يسترد شيئا من حقوقه المسلوبة وأن يكسب تعاطف العالم مع قضيته ويقترب من تكوين دولته واستعادة سيادته على أرضه. وأمام وحدة الصف الفلسطيني ووحدة قراره وتلاحم صفوفه وفصائله لم تجد إسرائيل بدا من التراجع عن شيء من عنتها وتوافق على منح الفلسطينيين حق إقامة شبه دولة لهم على بعض أرضهم ولم تتوقف عند ذلك، بل وافقت على خوض مفاوضات طويلة المدى مع الفلسطينيين لتحقيق مشروعهم في إقامة دولتهم، وبدأت إسرائيل تتعرض لضغوط دولية كان من المؤكد أنها سوف تحملها على مزيد من التراجع عن سياسة التعنت التي تحاول من خلالها التنكر للحقوق الفلسطينية والتراجع عما قطعته من وعود وما وقعت عليه من اتفاقيات لولا أن دب الخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم فانقسموا إلى فرقتين متنازعتين تتقاتل حينا وحينا تتبادل الاتهامات، وتؤكد كل فرقة منهما أن الفرقة الأخرى خانت القضية وتنكرت للشعب الفلسطيني. ومن المؤكد أن الخلاف الفلسطيني أشد ضررا على القضية الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية نفسها، بل من شأن هذا الخلاف أن يفضي إلى تراجع الدعم العالمي للقضية الفلسطينية وتمكين إسرائيل من ممارسة مزيد من التعنت والتنكر للشعب الفلسطيني. إن على الفلسطينيين أن يدركوا ذلك كله، وأن يتذكروا ما تعاهدوا عليه من وحدة الصف، وأن استمرار الخلاف بينهم خيانة لقضيتهم وخيانة للشعب الفلسطيني كذلك. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة